مصر.. وسياسة النفس الطويل!
في كل حروبها وتحدياتها عرفت مصر سياسة النفس الطويل حربًا وسلمًا وتفاوضًا، بحسبانها بلدًا مسالمًا لا تبدأ بالعدوان لكنها لا تسمح لأي من كان بالمساس بحق من حقوقها أو العبث بمقدراتها مهما تكن التضحيات.. ولنا في حرب أكتوبر التي تحل ذكراها الـ 48 هذا العام دروس مستفادة وعبر كثيرة ما أحوجنا لاستلهامها وإبتعاث روحها الكامنة في جيناتنا لمواجهة دسائس ومؤامرات وإرهاب لا يتوقف ومواصلة مسيرة إنجازات لاحت بشائرها في حياتنا واقعًا أفضل مما كان ومستقبلا مبشرًا بمزيد من الخير.
وكم كان رائعا ما كان عليه المصريون أيام أكتوبر 73 من جبهة موحدة ووطنية متقدة ووحدة للهدف ووضوح للرؤية واصطفاف خلف الوطن والقيادة وخلع كل رداء للحزبية والطائفية. وكم كان رائعا أيام أكتوبر 73 أن تختفي من مصر كل الموبقات؛ فلا وقائع سرقة ولا جرائم سجلتها أقسام الشرطة آنذاك..
كانت الروح الوطنية في أعلى حالاتها وتركزت اهتمامات المصريين على هدف واحد وهو تحرير الأرض واستعادة الكرامة، وخلت نفوسهم من نوازع الأنانية والانتهازية والاستهتار وشهوة المطامع وامتلأت قلوبهم بالإيمان والجدية والرغبة في التضحية لأقصى مدى، كما اختفت موبقات الإهمال والفساد والتواكل.. وتلك أهم شروط أو مقومات أي نجاح وطني إن أردنا مواصلة مسيرة التقدم والإنتصار والإنجازات ومحاربة كل مظاهر التخلف والتراجع لاسيما ونحن ندخل جمهورية جديدة.