أخلاقنا.. إلى أين؟!
ما كل هذا العنف وانعدام الإحساس بالمسئولية وقلة الاكتراث بمشاعر الآخرين التي ابتلينا بها في جامعاتنا ومدارسنا وبيوتنا وشوارعنا التي كانت أخلاقها يوما مثار حسد من الآخرين.. لماذا انحرفت أخلاقنا وإلى أين تسير؟!.. لماذا تراجع دور الأسر في تربية أبنائها.. لماذا ضعف تأثير مؤسسات التعليم والثقافة والشباب.. لماذا تراجع تأثير الخطاب الديني.. ولماذا صارت تغذية الإعلام خصوصًا الدراما سلبية تنمي الاستهلاك النهم والعنف؟!
لاشك أن الدولة الآن تحاول بكل الطرق محاربة مثل تلك الظواهر السلبية لكنها مهمة مجتمعية ثقيلة تحتاج جهد كل مؤسسات المجتمع المدني لتغيير ثقافة أنتجت سلوكًا خاطئًا، يدفع الجميع ثمنه فادحًا في ظل تراجع الفضيلة وغياب القدوة الحسنة لدى الأجيال الجديدة مع هبوب رياح التطرف الفكري الذي صاحب ظهور اتجاهات سياسية اتخذت الدين وسيلة لتحقيق مآرب خاصة كما فعلت جماعة الإخوان.
ما حدث ترك للأسف آثارًا وخيمة على أجيال خلت من الوعي والثقافة الرشيدة اللازمة لكشف زيف التوجهات والدعاوى المتهافتة.. ولا يمكن لمنصف أن ينكر أن مثل هذه التحولات صادفت للأسف ضعفًا باديًا في منظومة التعليم التي تنبهت الدولة لضرورة إصلاحها لتعود المدرسة لدورها الأصيل في التربية والتوجيه وبناء الأخلاق الحميدة، وتعود الجامعة لبناء عقل نقدي مبدع وطليعة نابهة تأخذ بيد مجتمعها نحو الصلاح والرشاد وعلاج تجريف اجتماعي وسلوكي وأخلاقي طال أجيالا كثيرة.
مجتمعنا في حاجة ماسة لعودة الأب المربي القدوة الحسنة الذي لا يمكن لأحد أن يعوض غيابه في تنشئة الجيل وليس الأب المنفق الذي انشغل بجلب المال لإشباع احتياجات مادية لأسرته.