تنوع الآراء.. وضرورة الإصغاء للشباب!
حاجتنا إلى إستراتيجية لبناء وعى حقيقى من المواطن يستلزم السير فى اتجاهات ومسارات متنوعة فى وقت واحد، تبدأ بتحسين التعليم وتطويره وتجديد الخطاب الثقافى والإعلامي والدينى وتطوير المحتوى الدرامى والغنائى كما طالب الرئيس السيسى، وإتاحة الفرصة لحوار عقلانى هادئ يكرس للقبول بحق الاختلاف دون تباغض ولا تخاصم ويصغى للنقد الهادف القابل للأخذ والرد ويفرد مساحة للرأى والرأى الآخر انطلاقًا من مبدأ أن تنوع الآراء يثرى النقاش ويعمقه ويخلق مزيدًا من البدائل والحلول ويفتح الطريق للإفادة من جميع الطاقات والجهود الوطنية المخلصة.
وفى رأيى أن ثمة استعدادًا جماهيريًّا حقيقيًّا لا سيما لدى الشباب للإنصات لكل معلومة صادقة، والإصغاء لكل رأى مقنع وكل حجة داحضة، وفى ذلك فائدة كبرى للدولة، وتفويت الفرصة على أعدائها والمتربصين بها ممن لا يعرفون للوطن قيمة ولا للاستقرار معنى، فمثل هؤلاء صنف من البشر نبتوا خارج رحم مصر الطاهر ولسوف تطهر نفسها منهم ليعودوا من حيث أتوا بعد أن تجف منابع تمويلهم وينحسر عنهم الدعم الذى يغمرهم من دول لا همَّ لها إلا هز استقرار بلدنا، لكل هيهات هيهات لما يمنون به أنفسهم من النيل من مصر. فقد راهن أعداؤها على هدمها من خارجها لكنهم فشلوا بفضل تماسك شعبها وجبهتها الداخلية حتى أن خططهم لإغراقها فى الجدل والعنف وسفاسف الأمور والإرهاب حتى تتلهى عن قضاياها المصيرية باءت بالفشل.
فإذا كان هؤلاء وغيرهم نسوا قيمة مصر؛ فقد قال عنها رسول الله: "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندًا كثيفًا؛ فإنهم خير أجناد الأرض، فسأله أبو بكر: لِم يا رسول الله فردّ عليه: لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم الدين"، ومصر هى التى قال عنها ابن عباس: "سميت مصر بالأرض كلها فى عشرة مواضع بالقرآن"، ووصفها يوسف عليه السلام بأنها "خزائن الأرض".