أخلاقنا!
مؤسساتنا كلها حكومية ومجتمعية وبحثية مدعوة لمناقشة قضايانا وتحدياتنا وأزماتنا ووضع دراسة حالة لأخلاق المصريين وما أصابها من تدهور وتصاعد مخيف في حوادث العنف ومعدلات الطلاق.. ومعرفة فيم وكيف يفكر شبابنا وبمَ يحلمون ومن أين يستقون معلوماتهم.. وكيف يصوغون أفكارهم ويبنون قناعاتهم.. وإلى أي مدى يؤثر فيهم الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.. مثل هذا الاهتمام ينبغي ألا يغيب عنه أن الشباب هم النسبة الغالبة في تعدادنا السكاني، فضلا على أنهم المكون الرئيسي لأي تقدم أو نهضة في المستقبل.
الرئيس السيسي يبذل مع أجهزة الدول أقصى جهد ليرفع مرارة السنين وأعباء الإصلاح عن كاهل المواطن؛ فهذا الإصلاح كان ضرورة لا مجال لتأجيلها.. كما تمثل المشروعات الكبرى أهمية بالغة لأجيال الغد؛ وهي المشروعات التي سوف تحدث تغييرًا إيجابيًا كبيرًا في سلوكيات المواطن وتصوراته ومفاهيمه وتبث العزيمة والإرادة في أوصاله، وتبتعث الهمة الوطنية من سباتها..
ويبقى أن نجد حلًا جذريًا لمشكلة الأمية؛ فملايين المصريين الأميين لا يزالون حجر عثرة في طريق أي تقدم أو تطور اجتماعي أو سياسي منشود.. فالجهل آفة تجلب معها الفقر والمرض وتتسبب في مفاقمة الانفجار السكاني الذي يبتلع كل جهد تنموي وكل مورد اقتصادي.. ولن نتحرر من هذه الدائرة إلا بتنوير العقول والأفهام وتغيير الثقافة وإصلاح التعليم والصحة والإعلام ومهما تكن كلفة العلاج باهظة فهي قليلة إذا ما قورنت بثمرات وعوائد هذا الإصلاح إذا ما تم على النحو المأمول.