لن ينجح أحد في خداعه!
إذا كان الرئيس السيسي لا يتوانى عن القيام بواجبه لصون أمانته وتجنيب مصر شر الفوضى بجهد منظم وتنبيه مستمر للخطر من حيث يراه فإن على جميع أجهزة الدولة والإعلام والمفكرين، وأصحاب الرأي أن يتنادوا لدرء كل مفسدة واستنهاض كل همة وشحذ كل عزيمة تحصينًا للجبهة الداخلية بوعي صادق أمين يعي مقتضيات المرحلة وواجباتها ومخاطرها الحقيقية.
ولست مبالغًا إذا قلت إن شعبنا أذكى من أن يخدعه أحد؛ فهو تاريخيًا يبصر بفطرته النقية أي خطر محدق بأمته لكنه رغم هذا الإدراك وتلك البصير يحتاج دومًا لمن يذكره بما يجب عليه فعله؛ فمشاغل الحياة تنسي، ومتاعب الحياة تلهي، ولعل الذكرى تنفع المؤمنين كما توجهنا آيات الذكر الحكيم..
ومصر تعرضت ولا تزال لموجات عاتية من التشكيك ومحاولات نشر الفوضى وخلخلة مؤسساتها وتوهين عزيمة شعبها عبر أساليب شتى من حروب الجيل الرابع والخامس وهي أساليب لا تقل خطورة عن الإرهاب وجرائمه الدامية.. وتفرض علينا في المقابل أن نكون على أهبة الاستعداد لمواجهة مثل هذا الخطر الذي لن يدرأه عنا إلا وحدتنا واحتشادنا خلف راية الوطن.
فكر جديد
أما التعويل على الخارج فهو خاسر خاسر والأمثلة حولنا عديدة؛ فما من دولة دخلها الأمريكان إلا أفسدوها وجعلوها خرابًا وجعلوا أعزة أهلها أذلة.. فإذا لم لديك قضية تموت من أجلها -كما يقول المفكر الإنجليزي كبلنج- فلا تستحق حياة وهبها الله لك.
وليس أهم الآن من صياغة فكر جديد وثقافة جديدة وفن راقٍ ورؤية خلاقة تستشرف آفاق المستقبل وتؤسس أولويات الوقت وتشتبك واقعيًا مع إشكاليات التعليم وتراجع الأخلاق والأمية والخطر السكاني وتحارب ظواهر سلبية عديدة كالعنف والإدمان والفن الهابط وخصوصًا أغاني المهرجانات وألفاظ الشارع البذيئة التي انتشرت في مجتمعنا بصورة فجة تنذر بما هو أخطر وأكثر قبحا، وتحفز في المقابل على زيادة الإنتاجية وتحرض على الإبداع والاجتهاد والإتقان والحفاظ على الدولة.. وتلك هي القضية التي ينبغي أن نعيش ونموت من أجلها.. فليس بعد الأوطان حياة.