رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس وكتاب الدراما!

لا يخفي على أحد ما يتحلى به الرئيس السيسي منذ تولى حكم مصر من إدراك عميق لحجم ما يتهددنا من مخاطر فانطلق يؤسس لمرحلة جديدة قوامها استعادة الدولة الوطنية والحفاظ على مقومات وجودها وهو نفس ما طالب به الرئيس كتاب الدراما الذين عليهم أن يؤسسوا أعمالهم وفقًا لتلك الاعتبارات.. وهي الدعوة التي كان يقابلها البعض للأسف باستخفاف ولا مبالاة وكأن هؤلاء عمي البصيرة لا يرون حجم ما يتهدد البلاد من مخاطر جمة من كل اتجاه..

 

واليوم عرف من لم يكن يعرف وفهم من كان يجب أن يفهم ما قاله الرئيس وأعاد تأكيده مرارًا وتكرارًا في إصرار لم يتزعزع ويقين لم يهتز.. ولعل مثل هذه الرؤية نابعة بالأساس من حس استخباراتي متأصل في شخصية الرئيس السيسي الذي قال خلال لقائه بالمثقفين في مستهل توليه الحكم ردًا على سؤال حول أولوياته رؤيته لما يجري فأجاب بحسم إنها تتلخص في الحفاظ على الدولة ومؤسساتها.. وتلك في رأيه أمانة كبرى وضعها الشعب في عنقه يوم اختاره رئيسًا للبلاد وقد فوضه قبلها بمحاربة الإرهاب وحماية البلاد من أعدائها.

ولا يزال الرئيس مهمومًا بتشكيل وعي حقيقي للمصريين يبين لهم حقيقة ما يدور حولهم ويستهدف دولتهم حتى يتكون لديهم من فرط خطورته فوبيا إسقاط الدولة ليس تخويفًا ولا تهويلًا بل تحصينًا لوحدتهم وتأمينًا لدولتهم من عواصف الفتنة والتآمر التي تبغي جرجرتهم لمستنقع الاضطرابات.. ولمَ لا وقد رأوا بأم أعينهم كيف جرى تحضير عفريت داعش لاستنزاف دولنا وهز استقرارها ودفعها إلى طريق اللاعودة..

 

ولعل ما حدث أخيرًا في أفغانستان وقفز طالبان على الحكم دليل على أن الرهان على الخارج أو أمريكا تحديدًا رهان خاسر.. ثم ألم يسأل المتشككون في كل شيء كيف نقي أنفسنا من مغبة مصير كهذا.. ألا يرى هؤلاء كيف يجرى بين الحين والآخر تجهيز المسرح بألاعيب مكشوفة تقليدية أو مبتكرة لتفكيك المنطقة وإبقائها رهنًا لتجاذبات هنا وصراعات هناك.

الجريدة الرسمية