استشاري علاج طبيعي: طقطقة الجسم تسبب انزلاقا غضروفيا
أثارت واقعة غلق عيادة شخص ينتحل صفة طبيب علاج طبيعى ويطلق على عيادته “ميكانيكى بنى آدمين” الجدل حول مخاطر طقطقة الجسم وهل بالفعل هو من الأمور التى تخفف من آلام العظام وتعيد الشباب والحيوية للجسم كما يدعى البعض أم لا.
وقال الدكتور محمد حلمى استشارى العلاج الطبيعى والتغذية العلاجية، إنه يعد العلاج اليدوي المسمى كيروبراكتيك أو طقطقة الجسم، من العلاجات المستحدثة ظاهريًا، ولكنها غارقة في القدم على حقيقة الأمر، فقدماء المصريين واليونان والصينين، اشتهروا بأنواع مختلفة من الممارسات التي تندرج تحت العلاج اليدوي، وكان الأمر يعتبر مثابة الطب الشعبي، أو أقصى ما وصل إليه أطبائهم، نظرًا لمحدودية مصادر وطرق المعرفة، واندثرت هذه المعارف تحت قبعة الخرافات والشعوذة.
واضاف أنه مع أواخر القرن التاسع عشر، ظهر عدة أطباء، أشهرهم بالمر، ونادوا بأهمية العلاج اليدوي، باعتباره يعيد العمود الفقري لوضعه الصحيح، ويحسن من عمل أعصاب الجسم، فالجسم قادر على شفاء ذاته؛ ولم يخلُ الأمر من بقايا مذاهب دينية وفلسفات روحية، فبعض المسيحية الممزوجة بديانات أهل الشرق وربط للمعلومات فاقد المنهج العلمي بكل أشكاله، جذبت جمهور متعطش للروحانية في وسط الزحام المادي الذي يعيشه المجتمع الغربي، كما يتضمن وعد ضمني بالتشافي وبالتالي زيادة الإنتاجية وتحسن الناتج القومي، وما أحسنها من حجة لمجتمع رأسمالي حتى النخاع.
مخاطر طقطقة الجسم
وأضاف “حلمى”، أن العلم يرى العلاج اليدوي من العلوم الزائفة، فهي لا تتبع المنهج التجريبي للطب الحديث، ولا تندرج تحت العلاج الطبيعي، ولا تعد أكثر من فلكلور تراثي للشعوب القديمة، ولا يعتمد الطب القويم أطباء محترفين لممارسة مثل هذه الأمور، ومن يقومون بها دخلاء على الطب وعلومه حتى وإن حملوا شهاداته، وأظهرت بضعة دراسات حديثة، تمت على مجموعة من مرضى آلام الظهر السفلي أن هناك بعض الاشارات تحسن بعض الحالات وسكون الألم، ولكن على الجانب الأخر قد تحدث مضاعفات كالإنزلاق الغضروفي، أو قد لا بيتحسن الوضع على الإطلاق.
وتابع أن هذه الدراسة لا تقطع بفعالية العلاج، ولا تقطع أنه صالح لكل ما يتخدم له، ولكن تفتح لنا باب للبحث أكثر، لربما أخرج الطب الحديث من جعبة الفلكلور ما يستطيع هندمته للإفادة الحقيقية.
وأوضح الدكتور محمد حلمى، أن بعض المرضى يشعرون بتأثير العلاج الوهمي، كأن أعطيك حبات من الرمل وأزعم أنها كبسولات هائلة تشفي مرضك، وأن كل من جربها نفعت معه، فتأخذها وتتحسن، وهذه الألاعيب الدماغية، تسوق بها الكثير من الزائفات، وللأسف يصدقها الكثير من المرضى ظنا منهم أنها سبيل الراحة والشفاء.