كيف نأمن لذئاب لا يعرفون غير التآمر؟!
ما فعله شعب تونس ضد الإخوان لم يكن مستغربا، ولسوف تفعله شعوب أخرى ستجد نفسها مضطرة في نهاية الأمر للتخلص من سيطرة جماعة الإخوان التي لم تدخر جهدًا منذ أكثر من ثمانين عامًا ولم تعدم وسيلة لتقسيم الشعب المصري وتذويب هويته وطمس ثقافته الأصيلة وشخصيته الحضارية التي استعصت على أعتى المستعمرين بدءًا بالهكسوس منذ القدم وصولًا للاحتلال البريطاني في العصر الحديث.. لكن جماعة الإخوان تنسى حقيقة تاريخية مهمة مفادها أن لمصر طبيعة متفردة جاءت نتاجًا لامتزاج عبقري بين حضارات عديدة مرت عليها وخالطها أبناؤها على مر العصور..
فكيف تأبى مصر أن تذوب في مثل هذه التيارات الجارفة المتعاقبة ثم تسلم قيادتها لجماعة لا تعرف للوطن حدودًا ولا لترابه قيمة ولا لأهله عهدًا ولا ذمة.. وكيف تتصالح أو تثق أو تأمن لذئاب وثعالب ضارية أذا ما استعادوا صولتهم أو عاشوا بيننا مرة أخرى.. ألم يتنصل الإخوان من عهودهم واحدًا تلو الآخر.. ألم يتعهدوا بعد يناير 2011 بعدم ترشيح رئيس منهم ثم نقضوا عهدهم ورشحوه بدعوى الضرورة السياسية.. ألم تتسرب معلومات عن الإدارة الأمريكية بوجود ترتيبات وتفاهمات معينة مع جماعة الإخوان.. فماذا يكون ذلك غير التآمر لصالح الغير على حساب الوطن ؟!
الرهان على وعي الشعب
وعى الشعب هو السلاح الأمضى في أي معركة، وأول درجات هذا الوعي هو كشف ألاعيب تلك الجماعة وجرائمها باستمرار لإسقاط الأقنعة عنها وعن المتلونين من خلفها والذين رضوا بأن يبيعوا أنفسهم لقاء حفنة دولارات أو مصالح ضيقة لا انتماء فيها لوطن ولا وازع من ضمير أو أخلاق.. أما من يفعلون ذلك فهم شخصيات عفنة خائنة بليدة الإحساس لا تتورع عن تشويه الدولة ورئيسها وإهالة التراب على منجزاتها.
ما قاله بعض المنشقين عن الجماعة هو أبلغ شهادة، فهي شهادة من أهلها.. فمثلًا حين يقول الإخواني عصام تليمة عن منظومة إعلام جماعته إنها متطاولة وصاحبة شهادة زور، ناعتًا سلوك الإخوان بالمتناقض، مؤكدًا أن سوء الأخلاق داخل التنظيم صار عامًا وفاقعًا تزكم رائحته الأنوف.. كما يعترف قيادي سابق بجماعة الإخوان أنها دأبت على استغلال وسائل الإعلام المختلفة والنقابات والأندية والمدارس والجامعات لنشر أفكارها الداعية للعنف الفكري والمجتمعي وبث خطاب الكراهية بين طبقات المجتمع والتحريض ضد الدولة المصرية ومؤسساتها الرئيسية كالجيش والشرطة والقضاء والإعلام وغيرها.