رئيس التحرير
عصام كامل

الكتابة أفضل!

مثلما هناك من يرون أن من مصلحتنا أن نقفل على أنفسنا ونتجنب أن نشتبك مع ما يحيط بِنَا لنتفرغ لبناء بلدنا بدون إزعاج خارجى، فإن هناك البعض أيضا يرى أنه من الأفضل أحيانا التزام الصمت تجاه بعض الأحداث والأمور العالمية  أو الإقليمية وأن نتوقف عن الحديث أو الكتابة عنها حتى نتجنب التعرض لآثارها الجانبية ولا نغضب كل أو بعض أطرافها.. وهؤلاء فى حقيقة الأمر يرون أن السلبية أكثر فائدة لنا أو أقل ضررا لنا، ومع ذلك فإنهم يدافعون عن هذه السلبية ويعتقدون أنها الأجدى والأفضل والأصلح فى تحقيق مصالحنا وحماية أمننا القومى، بينما التعامل بالحديث أو الكتابة عن الأحداث والأمور الدولية والإقليمية قد يضر بِنَا، ولذلك تجنبه يعفينا من التعرض لهذا الضرر، خاصة وأنه ليس مضمونا أن يكون الحديث دوما منضبطا!

 

لكن هؤلاء يتجاهلون حقيقة لا يمكن الإفلات منها وهى أنه إذا توقف الحديث أو توقفت الكتابة فى المنابر الإعلامية المختلفة، لا يمكن وقف أو منع الحديث والكتابة على مواقع التواصل الاجتماعى.. وهكذا سوف تستمر الكتابة ويستمر الحديث وبشكل نشط على مواقع التواصل الاجتماعي حول ما توقف الحديث والكتابة عنه فى وسائل الإعلام المختلفة من صحف ومواقع إلكترونية ومحطات تليفزيونية وإذاعات.

 

كما أن هؤلاء يتجاهلون أيضا أن أية أحداث عالمية أو إقليمية تفرض نفسها فرضا وبقوة على المنابر الصحفية والإعلامية فى العالم والإقليم، وبالتالى سيكون التزامنا بعدم التعامل معها إعلاميا وصحفيا مثيرا للتساؤل حولنا ومدعاة للقيل والقال، بينما انخراطنا مثل غيرنا فى الحديث عن تلك الأحداث والأمور سيكون أمرا طبيعيا وعاديا ومقبولا، حتى ولو كان بعضه لغوا! 

 

ولعل هؤلاء يتابعون ما يكتب وما يقال فى الصحافة والإعلام داخل أمريكا  حول أفغانستان والانسحاب الأمريكي منها، فهم سوف يراجعون أنفسهم وسوف يتأكدون أن الحديث أفضل من الصمت كثيرا الآن، وأن الكتابة أجدى من تجاهل أحداث تشغل العالم كله وسيكون لها تأثيرها علينا جميعا حتى ولو التزمنا الصمت تجاهها.

الجريدة الرسمية