المراجعة المطلوبة!
علينا أن نراجع حقيقة إيماننا الذي صار شكليا لا روح فيه ولا إخلاص، ولا فعالية، فلم نعد نتناهي عن الشر والغل والقتل والدمار والهدم والغيبة والنميمة.. لم نعد نتواصى بالحق والصبر.. وهو ما يطرح سؤالًا لا مفر منه: هل نحن بخير إذا استمر منحنى تدهور الأخلاق في تصاعد.. وما يمنعنا من الرجوع لروح ديننا وما دعانا إليه رسولنا القائل: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".. فهل انتهينا عما نهانا الله عنه؟!
ديننا الكريم شأنه شأن رسالات السماء كافة يحضنا على فعل الخيرات واجتناب المنكرات، رافضًا أي انحراف في الفكر أو فساد في السلوك أو التصور.. ورغم سمو هذه الدعوة وما قدمته للبشرية من نماذج فذة أيام ازدهار حضارة الإسلام لكن أمتنا اليوم مبتلاة دون غيرها بالإرهاب وجماعات والتطرف وتنظيماته والإهمال والفساد والتخلف والأمية والمرض حتى باتت وتلك مفارقة عجيبة أكثر بقاع الأرض هشاشة وانقسامًا وتدهورًا في الإنتاج وانخراطًا في الخرافة والتواكل والكسل رغم ما تملكه مقومات وموارد بشرية وطبيعية لا محدودة.. وهي آفات يأباها ديننا ولا يرضاها لأتباعه.