لا تكفي!
هل يكفى لعلاج عنف المدارس وانفلات القيم فى الشارع وفى كل مكان ما قررته «التربية والتعليم» بتدريس مادة القيم؟! وهل تكفى جهود الوزارة وحدها على أهميتها للمواجهة الحاسمة أم أنها مسألة مجتمعية تحتاج لتضافر وتكامل جهود المؤسسات المعنية بصناعة العقل والوجدان والأخلاق لدى النشء والشباب وشتى فئات المجتمع؟! وذلك فى رأيى أولى خطوات الحل.
نحن فى حاجة لاستنفار المجتمع ضد فساد الأخلاق ودق أجراس الخطر ومراجعة حقيقة إيماننا وتديننا الذى صار شكليا لا روح فيه ولا أثر ولا إخلاص وفعالية.. فخيرية هذه الأمة تنهض على ساقين هما الأمر بالمعروف والفضائل والنهى عن المنكرات مع الإيمان بالله.. فهل تناهينا عن الشر والغل والحقد والقتل والعنف والدمار والغيبة والنميمة.. لم نعد نتواصى بالحق والصبر.
كثيرة هى سقطات مجتمعنا، وقد شاركت فيها للأسف وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل إعلام تحولت من وسائل لنشر الوعى إلى أدوات هدم لم يتم توظيفها فى جني ثمار العلم والمعرفة واستسلمنا لغواية الفضاء الإلكترونى وضجيج التوك شو ومسلسلات روجت للعنف والقتل وتعاطى المخدرات والعرى وفساد الأخلاق والفهلوة والخيانة والتكاسل والشعوذة والدجل.. وهو ما آن له أن يتوقف لنجد مواطنًا صالحًا تنهض على أكتافه الجمهورية الجديدة بقوة وثبات.
أدوات التنوير
ومن أسف أن ما نراه من سوء السلوك ليس وليد اللحظة ولا المرحلة، بل تراكمات بعضها فوق بعض نتيجة استسلام المناعة المجتمعية لمثل هذا الغثاء، وعدم التصدى لخطورته أو الانتباه لتداعياته الكارثية على أجيال تفتحت أعينها على مثل هذه الأفعال حتى شبَّت وقد نهلت من ثقافة القبح والفوضى وشبعت من ألوان العنف والرذيلة.
صناع الدراما يتحملون بالتأكيد جزءًا من المسئولية بما قدموه من مسلسلات هابطة وأعمال تافهة تفوق الأعمال الهادفة عددًا.. ومن ثَم فلم تحدث الأخيرة تأثيرها المرجو فى معالجة الجهل والأمية، وتحض على الإيجابية والمشاركة العامة، وكان طبيعيا أن تهتز منظومة القيم وتتراجع الأخلاق.. وهو ما أدركه الرئيس السيسى منذ اللحظة الأولى لتوليه مقاليد الحكم فنبه لخطورته، وطالب بأن يكون الفن والثقافة والإعلام والأزهر أدوات تنوير وتوعية.
