ما أحوجنا لثورة أخلاقية!
ما أصدق الشاعر الكبير أحمد شوقي حين قال: "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا".. فالفارق بين الحضارات الخالدة وما عداها من نتاج بشري انتهى إلى زاوية النسيان هو فارق أخلاقي.. فحضارة المصريين القدماء أو حضارة العرب والمسلمين حين تقلب النظر فيها تجدها تنتصر للأخلاق وتنحاز لإنسانية الإنسان وتعلي قيم الحق والخير والجمال.. فعاشت قرونا وسادت عصورًا طويلة ألهمت الأوروبيين وأخرجتهم من ظلمات العصور الوسطى إلى المدنية الحديثة التي تخلت للأسف عن جانبها الخلقي والروحي فآلت أحوال العالم إلى ما نحن فيه اليوم من صراعات وأوبئة ومظالم يندى لها الجبين.
أما نحن أمة العرب فلا نحن حافظنا على قيم تراثنا وما فيه من دعوة لإعمال العقل وتجديد الفكر والتزام بروح ديننا الحنيف، ولا نحن وقفنا على سر التقدم الغربي في العلوم ومنتجات التكنولوجيا ومن ثم فنحن في أمس الحاجة لثورة أخلاقية تتوازى مع ما تشهده مصر اليوم من ثورة بناء وتعمير وأمن واستقرار مهد لقيام جمهورية جديدة على أسس ديمقراطية ومدنية واجتماعية وصحية وسياسية وتعليمية وتصنيعية تواكب ما وصل إليه العالم من تقدم وازدهار مبني على العلم والمعرفة.