مئوية عكاشة.. والثقافة فى الستينيات!
كثيرا ما كتبت فى هذا المكان إن التاريخ ليس مادة للتسلية أو إضاعة الوقت،
وكما قال ابن خلدون إنه العظة والاعتبار، لهذا يجب إعادة النظر والتدقيق فى أحداثه،
فإنه يمثل دروسا للإصلاح والاستفادة من أجل وضع أفضل، من هذا المنهج عقد الأسبوع
الماضى على مدى يومين فعاليات مؤتمر فى المجلس الأعلى للثقافة عن الوزيرالتاريخى
ثروت عكاشة..
شاركت فيه مع عدد كبير من الذين عاصروه وعملوا معه مثل د.أحمد مرسى والفنان الناقد عزالدين نجيب، ومنهم من كان شاهد عيان على فترة توليه وزارة الثقافة مثل الفنان التشكيلى مصطفى الرزاز والمخرج السينمائى أحمد فؤاد درويش، وكثير من الأكاديمين والباحثين فى الشأن الثقافى..
الثقافة فى الستينيات
من قلب صفحات تاريخ هذا الرجل سيجد الكثير مما قدمه ممكن الاستفادة منه الآن، مؤكد ليس كل أفكار ورؤية د.ثروت عكاشة يمكن تنفيذها الآن لاختلاف الزمن والأدوات عن ذلك الزمان الذى تجاوز النصف قرن، وربما لا يعرف الشباب الآن أو أجيال كثيرة أن مصر من نصف قرن لم تكن الكهرباء قد غطت القرى والنجوع، ولا يعرفون أن توفير تليفون فى قرية كان شيئا عظيما، فما بالك باعتماد القرى والنجوع على الإذاعة والتليفزيون والصحافة ونقل كل أخبار الدنيا..
ومع هذا قال العبقرى د.جمال حمدان: برغم أن الستينيات من أصعب الفترات سياسيا إلا أنها أكثر الفترات ازدهارا للثقافة، وهذه حقيقة لا مفر منها، والسبب السياسة أولا وأخيرا التى قامت عليها دور المؤسسة الثقافية!
ما هو قيمة أن يكون هناك نموذج مثل ثروت عكاشة وزيرا للثقافة؟ يجيب على هذا د. حسن فتحى رائد عمارة الفقراء الذى أجريت معه آخر لقاء صحفى قبل رحيله يقول د. فتحى: المثقف دليل المجتمع أى من يقف أول الصف ويقود المجتمع! هكذا بالضبط كان ثروت عكاشة المثقف الذى قاد المجتمع وخلق بنية تحتية للثقافة المصرية مؤسستية، فقد سبقه محاولات ولم تضع الثقافة المصرية على الطريق السليم، ولكن عكاشة أو فارس الثقافة المصرية كما يطلق عليه، أدرك أنه لابد من بنية قوية تقوم عليها مثل أكاديمية الفنون، والمسرح والسينما..إلخ
الثقافة الجماهيرية
عندما تولى ثروت عكاشة وزارة الثقافة قال جمال عبدالناصر له: هل تتذكرالحوارات التى كنا نتحدث فيها عن العدالة الثقافية للشعب المصرى؟ بناء الإنسان أهم من بناء المصانع ..!
تحت هذه الشعارات كان يعمل ثروت عكاشة، من أجل العدالة الثقافية كانت الثقافة الجماهيرية التى انتشرت فى ربوع مصر، بل إن الثقافة الجماهيرية قدمت للحياة الثقافية نماذج احتلت قمة الحياة الثقافية، من قصر ثقافة المحلة ظهر سعيد الكفراوى، المنسى قنديل، فريد ابوسعدة، جار النبى الحلو، جابر عصفور، من قصر ثقافة الانفوشى عصمت داوستاشى، وجيل كامل من الفنانين التشكليين والشعراء..
ومن قصر ثقافة بورسعيد ظهر سمير العصفورى، وأحمد سخسوخ، ومحمود ياسين، بل قدمت قصور الثقافة قيادات شابة تولت بعد ذلك مناصب مرموقة مثل عزالدين نجيب الفنان والناقد التشكيلى، محمد غنيم وكيل وزارة الثقافة الأسبق، حتى إن فاروق حسنى وزير الثقافة تربى فى قصر ثقافة الحرية بالاسكندرية، وظهرت الفرق الشعبية فى كل محافظة تقدم تراث المحافظة، فرقة الشرقية للفنون الشعبية، البحيرة، الغربية.. ألخ بالاضافة إلى الفرقة القومية للفنون الشعبية، وفرقة رضا .
قدم ثروت عكاشة أول معرض للكتاب ليس فى مصر فقط بل فى افريقيا والشرق الاوسط فى عام 1969، عندما أقامت مصر معرض القاهرة الدولى للكتاب وترأسته د.سهير القلماوى .
قدوة للشباب
صديقى القارئ ألم تلحظ أن كل الأسماء التى ذكرت يمكن أن تكون قدوة ونموذجا للشباب وللمجتمع، قدمهم ثروت عكاشة، هذا أهم ما يجب ان نركز عليه عند الحديث عن ثروت عكاشة القدوة، وكل من استعان بهم كانوا قدوة، كل فى مجاله، استطاع أن يصل عكاشة بالثقافة إلى المواطن البسيط وفى كل قرى ونجوع مصر..
لذا طالبت بأهمية الحوار حول ثروت عكاشة وأن يصل إلى الأقاليم والقرى، والهدف ليس الحديث عن أمجاده ولكن حتى نقدمه نموذجا وقدوة للشباب الذى بات فى أمس الحاجة إليها الآن، ولابد من توجيه تحية للأستاذ وائل حسين دينامو المجلس الأعلى للثقافة .
شاركت فيه مع عدد كبير من الذين عاصروه وعملوا معه مثل د.أحمد مرسى والفنان الناقد عزالدين نجيب، ومنهم من كان شاهد عيان على فترة توليه وزارة الثقافة مثل الفنان التشكيلى مصطفى الرزاز والمخرج السينمائى أحمد فؤاد درويش، وكثير من الأكاديمين والباحثين فى الشأن الثقافى..
الثقافة فى الستينيات
من قلب صفحات تاريخ هذا الرجل سيجد الكثير مما قدمه ممكن الاستفادة منه الآن، مؤكد ليس كل أفكار ورؤية د.ثروت عكاشة يمكن تنفيذها الآن لاختلاف الزمن والأدوات عن ذلك الزمان الذى تجاوز النصف قرن، وربما لا يعرف الشباب الآن أو أجيال كثيرة أن مصر من نصف قرن لم تكن الكهرباء قد غطت القرى والنجوع، ولا يعرفون أن توفير تليفون فى قرية كان شيئا عظيما، فما بالك باعتماد القرى والنجوع على الإذاعة والتليفزيون والصحافة ونقل كل أخبار الدنيا..
ومع هذا قال العبقرى د.جمال حمدان: برغم أن الستينيات من أصعب الفترات سياسيا إلا أنها أكثر الفترات ازدهارا للثقافة، وهذه حقيقة لا مفر منها، والسبب السياسة أولا وأخيرا التى قامت عليها دور المؤسسة الثقافية!
ما هو قيمة أن يكون هناك نموذج مثل ثروت عكاشة وزيرا للثقافة؟ يجيب على هذا د. حسن فتحى رائد عمارة الفقراء الذى أجريت معه آخر لقاء صحفى قبل رحيله يقول د. فتحى: المثقف دليل المجتمع أى من يقف أول الصف ويقود المجتمع! هكذا بالضبط كان ثروت عكاشة المثقف الذى قاد المجتمع وخلق بنية تحتية للثقافة المصرية مؤسستية، فقد سبقه محاولات ولم تضع الثقافة المصرية على الطريق السليم، ولكن عكاشة أو فارس الثقافة المصرية كما يطلق عليه، أدرك أنه لابد من بنية قوية تقوم عليها مثل أكاديمية الفنون، والمسرح والسينما..إلخ
الثقافة الجماهيرية
عندما تولى ثروت عكاشة وزارة الثقافة قال جمال عبدالناصر له: هل تتذكرالحوارات التى كنا نتحدث فيها عن العدالة الثقافية للشعب المصرى؟ بناء الإنسان أهم من بناء المصانع ..!
تحت هذه الشعارات كان يعمل ثروت عكاشة، من أجل العدالة الثقافية كانت الثقافة الجماهيرية التى انتشرت فى ربوع مصر، بل إن الثقافة الجماهيرية قدمت للحياة الثقافية نماذج احتلت قمة الحياة الثقافية، من قصر ثقافة المحلة ظهر سعيد الكفراوى، المنسى قنديل، فريد ابوسعدة، جار النبى الحلو، جابر عصفور، من قصر ثقافة الانفوشى عصمت داوستاشى، وجيل كامل من الفنانين التشكليين والشعراء..
ومن قصر ثقافة بورسعيد ظهر سمير العصفورى، وأحمد سخسوخ، ومحمود ياسين، بل قدمت قصور الثقافة قيادات شابة تولت بعد ذلك مناصب مرموقة مثل عزالدين نجيب الفنان والناقد التشكيلى، محمد غنيم وكيل وزارة الثقافة الأسبق، حتى إن فاروق حسنى وزير الثقافة تربى فى قصر ثقافة الحرية بالاسكندرية، وظهرت الفرق الشعبية فى كل محافظة تقدم تراث المحافظة، فرقة الشرقية للفنون الشعبية، البحيرة، الغربية.. ألخ بالاضافة إلى الفرقة القومية للفنون الشعبية، وفرقة رضا .
قدم ثروت عكاشة أول معرض للكتاب ليس فى مصر فقط بل فى افريقيا والشرق الاوسط فى عام 1969، عندما أقامت مصر معرض القاهرة الدولى للكتاب وترأسته د.سهير القلماوى .
قدوة للشباب
صديقى القارئ ألم تلحظ أن كل الأسماء التى ذكرت يمكن أن تكون قدوة ونموذجا للشباب وللمجتمع، قدمهم ثروت عكاشة، هذا أهم ما يجب ان نركز عليه عند الحديث عن ثروت عكاشة القدوة، وكل من استعان بهم كانوا قدوة، كل فى مجاله، استطاع أن يصل عكاشة بالثقافة إلى المواطن البسيط وفى كل قرى ونجوع مصر..
لذا طالبت بأهمية الحوار حول ثروت عكاشة وأن يصل إلى الأقاليم والقرى، والهدف ليس الحديث عن أمجاده ولكن حتى نقدمه نموذجا وقدوة للشباب الذى بات فى أمس الحاجة إليها الآن، ولابد من توجيه تحية للأستاذ وائل حسين دينامو المجلس الأعلى للثقافة .