ثروت عكاشة يكتب: لا تظلموا «التحرير»
في مجلة «التحرير» عام 1952 كتب ثروت عكاشة مقالا قال فيه: اللهم اكفنى شر أصدقائى، أما أعدائى فإنى كفيل بهم، كذلك ندعو الله أن يكفينا نحن شعب مصر عداوة الأصدقاء، أما أعداؤنا فنحن مترصدون لهم لأن الكفاح والنضال بيننا وبينهم طويل.
لقد كتبت صحيفة الديلى تلجراف الناطقة بلسان المحافظين في بريطانيا والمعبرة عن الاستعمار أن الآمال التي كانت معقودة على نظام اللواء محمد نجيب أن يكون أكثر ودا مع بريطانيا من النظم السابقة عليه، هذه الآمال يبدو أنها استبعدت نتيجة تعليقات مجلة التحرير وهى الصحيفة الرسمية للحكم الآن.
لقد هاجمت المجلة بريطانيا بنفس الأسلوب الذي اعتادته الصحف في الوقت السابق، وهذه الديلى تلجراف التي تستجدى صداقة محمد نجيب هي نفسها التي كانت ومازالت بوق الاستعمار البغيض المدوى في العالم بالدعاية الاستعمارية، وهى نفسها التي ناصبت شعب مصر خلال كفاحه ضد الإنجليز العداء، وادعت أن المصريين مدفوعون إلى تلك الثورة بعناصر متطرفة، وأن الاحتلال باق ما بقيت الشمس.
ومضت تصف الشعب المناضل باللصوصية والتمرد والإجرام ونكران الجميل، وظلت تؤكد أن جلاء الإنجليز عن القناة يعد أكبر إهانة تلحق بسمعة الإمبراطورية البريطانية.
تلك هي الديلى، أما التحرير فهى لسان الشعب وصدى صارخ لصيحات الشعوب العربية في سبيل العدل والحرية، وما كانت التحرير آلة في يد حزب من الأحزاب، بل هي منبر يدافع عن حقوق الشعب وتؤكد لهم أن المصريين عازمون على خروج الإنجليز من بلادهم.
وأنصح الديلى تلجراف بالتطور مع الزمن وانتهاج سياسة أخرى.