رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ترامب أو الحرب: ٧٥ مليون ترامب

بعد أحداث السادس من يناير ٢٠٢١ وغزوة الكونجرس، تبدو الولايات المتحدة بمؤسساتها الرسمية والفكرية، في حال من الفزع غير المسبوق. فزع ليس مصدره أن رئيسا سقط في الانتخابات حرض وقاد من وصفوهم بالغوغاء والدهماء لمنع تنصيب قيادة منتخبة ( بالمناسبة كانت أمريكا تسمي الغوغاء والدهماء عندنا بعد أحداث ٢٨ يناير بالثوار!)..


بل لأن أمريكا الرسمية وغير الرسمية ترى أن ما وقع ليس سوى الظاهر من جبل الجليد ، وأن أمريكا بالوضع المتفجر المشحون الحالي تتهيأ لإنفجار ما يسمى الآن هناك في المجادلات الساخنة الدائرة ب"الحرب الأهلية الثانية". والحق أن الغليان لم يبلغ ذروته بإقتحام قاعات الكونجرس ونهب مقتنيات، والجلوس على مكتب نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب ورفع القدمين فوقه والعبث بأوراقه..

يناير الأمريكي ومعركة الكونجرس

بل الغليان يتواتر حاليا، وهناك دعوات للجماعات القومية العنصرية ولليمين شديد التطرف المؤمن بقيادة ترامب لمنع تنصيب بايدن، وإشعال حرب أهلية في البلاد. في تقريرها الصادم أمس قالت شبكة CNN إن المتطرفين يكثفون نداءاتهم ودعواتهم التحريضية لشن أعمال عنف قبيل يوم التنصيب للرئيس الديمقراطي بايدن. وإليكم عينة من شعاراتهم التى تهز الشعور العام حاليا في أرجاء الولايات المتحد :"ترامب او الحرب.. اليوم بكل بساطة"، "إذا لم تكن تعرف كيف تطلق النار فعليك أن تتعلم .. تعلم الآن"..
 
ثم هذه الرسالة التفصيلية عما سيفعلونه: "سوف نقتحم المباني الحكومية، ونقتل عناصر الشرطة ورجال الأمن، وسنقتل الموظفين والعملاء الفيدراليين وسنطالب بإعادة إحصاء الأصوات"..

ويعتبر اليمينيون المتطرفون فوز بايدن انتصارا للشيوعيين.. وهم من يسميهم ترامب نفسه ب"اليسار الراديكالي" الذي سيطيح بأمريكا ..هذه الميليشيات مدربة ومسلحة، ومن حقها دستوريا حمل السلاح، وبكميات هائلة وكلها تمثل الظهير العسكرى للشعبوية العارمة التى رأينا مشاهد صادمة لها في قاعات الكونجرس، منها صور ذو القرنين.. ورجل الفراء وغيرهما..

هذه الشخوص حين تتكلم فإنها تستخدم لغة الجسد كما يفعل ترامب، وخطابها سافر الكراهية، وسط الفوران الحالي في أروقة الدولة الأمريكية تهرول نانسي بيلوسي العدو اللدود لترامب الى محاكمة رئيس تعتبره مريضا عقليا، حرصت علي حرمانه من الحصول علي كود إطلاق الصواريخ النووية بالتنسيق مع جنرالات البنتاجون.

ضرب إيران.. المشهد الأخير لرئيس ينزف

وسط هذا كله أيضا تتعمق وتتعملق صورة نائب الرئيس مايك بنس، وتحظى بالمزيد من الامتنان والاحترام. صورة بنس دائما إنه ظل ترامب وتابعه المطيع. لكنه كسر الظل وحطم الصورة حين رفض قيادة انقلاب لحساب ترامب وعدم قبول أصوات المجمع الانتخابي. كان ترامب طلب منه أن يفعلها بشجاعة ليقودا البلاد معا لأربع سنوات جديدة، ما لا يفهمه ترامب أن دور بنس هو مجرد فتح الأظرف وإعلان أعداد الأصوات لكلا المرشحين ليس إلإ..

عصى بنس إذن تحريض رئيسه.. وتم تنصيب بايدن.. ثم المفارقة أنه لم يلبث أن وقع تحت ضغط الرئيس الجديد، بايدن.. الذي طلب منه أن يفعل المادة ٢٥من الدستور لعزل الرئيس باعتباره غير لائق وعاجزا عن إدارة شئون البلاد وخطرا عليها.

رفض بنس طلب الرئيس القادم كما رفض من قبل طلب الرئيس الذاهب، وإذا استمرت بيلوسي في تحريك الاجراءات نحو عقد محاكمة برلمانية لترامب، بدوافع الانتقام والمكايدة فإن عددا من الجمهوريين والديمقراطيين يرون في ذلك تعميقا للانقسام وحالة الاستقطاب الحادة الآخذة بمفاصل الدولة الأمريكية، فضلا عن إضعاف مؤسسة الرئاسة الأمريكية، مما يجعل بايدن ذاته غير قادر أو كفء في تقديم صورة مهيبة للولايات المتحدة.

غدا الإثنين ستبدأ إجراءات المساءلة والعزل.. وغدا سيرتفع صوت التطرف عاليا.. ترامب أو الحرب !
Advertisements
الجريدة الرسمية