رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أديرة وادي النطرون

فى القرن الرابع الميلادي وفى منطقة وادي النطرون في شمال مصر كانت الصحراء في لقاء مرتقب مع الأنبا مقار الكبير تلميذ الأنبا أنطونيوس -أبو الرهبان- لأول مرة بعد ما قرر يدخل للصحراء ويبدأ حياة الوحدة والرهبنة اللي كان بيتمناها.


وبعد ما راح وبنى أول "قلاية" لنفسه، ابتدى يتقابل مع تلاميذه واحد ورا التاني لحد ما اتكون أول دير في أديرة وادي النطرون واترهبن على ايده عدد كبير من القديسين، ورهبان مكانش ليهم نهاية، لدرجة انه بيقال في كتب التاريخ أن عدد أديرة المنطقة دي بس وصلت لـ700 دير.

أبو الإصلاح
لكن في الوقت الحالي مفيش غير 4 بس اللي معروفين ومشهورين في زمنا الحالي، وهما دير أبو مقار الكبير، ودير الأنبا بيشوي تلميذه، وديرين بيحملوا اسم السيدة العذراء مريم، واحد باسم "السريان"، والتاني باسم "البراموس".

لكن زى ما قلنا البداية كانت من دير أبو مقار، واللي اترهبن على ايده عدد كبير من القديسين، فعلى ايده اترهبن القس بموا اللي اترهبن على ايده قديسين مهمين زي الأنبا بيشوي، اللي أسس دير جنبه.. يعتبر هو الأكبر حالياً من حيث العدد الرهباني، أو المساحة بتاعته، زائد أنه بيعتبر مزار مهم جداً عند الأقباط بسبب أن جثمان البابا شنودة الثالث -مثلث الرحمات- موجود هناك في مزار كان محضره هو في الدير قبل انتقاله.

زائد أن اترهبن على ايده "يوحنا القصير" صاحب أشهر قصة طاعة في الكنيسة القبطية، واللي الشاهد عن طاعته مازال موجود في دير السريان وهي الشجرة اللي كان أساسها عود يابس، لكن بسبب طاعته وبسبب أنه فعلاً سمع كلام الأنبا بموا بخصوصها، أنه ياخدها ويزرعها ويرويها كل يوم، ربنا أراد يكرمه فازهر العود اليابس وبقت شجرة الطاعة واللي موجودة في دير السريان.

الاختلاف.. ليس ضريبة
أما في دير البراموس، فهناك كان اللقاء المنتظر بين القس ايسذوروس القديس وصاحب أشهر قصة توبة في المسيحية، القديس القوي العظيم في القديسين "موسى الأسود"، اللي كان أصله عابد أوثان وقاتل وقاطع طرق، ولكن لما الإيمان خبط على قلبه، راح واتقابل مع الأنبا ايسذوروس، واترهبن وبدأ حياة جديدة مع ربنا وبقى قديس بيستشهد بقصته في التوبة الحقيقية والجهاد الروحي والمثابرة على كل حاجة الواحد بيتمناها أو بيحلم بيها.

أديرة وادي النطرون قدمت من القرن الرابع لحد النهارده عدد كبير من القديسين العظماء، وبطاركة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وقدمت كمان مفكرين عظام في التعليم الكنسي والليتورجي، ولذلك دايماً ليها مكانة خاصة في قلب كل قبطي، وكل مسيحي موجود في مصر.
Advertisements
الجريدة الرسمية