الاختلاف.. ليس ضريبة
في البدء خلق الله كل شيء، وبعدها أراد الله أن يخلق الإنسان ليتمتع بكل شيء خلقه قبله، تلك كانت البداية في كل الأديان ومعتقداتها باختلاف التفاصيل واختلاف اعتقادات دينية أخرى، ولكن اتفقوا أن الإنسان هو المخلوق الأكرم عند الله والأحب على قلب خالقه.
وأراد الله أن يميز البشر بأشكال خاصة بهم وصفات خاصة بكل مجموعة من الأفراد أو البشر وأحياناً صفات تخص إنساناً دون الباقي، حتى نكون مميزين كبصمات أصابعنا، لا توجد واحدة تشبه الأخرى، ولكن ذلك كان في البداية أيضاً.
فاليوم، وبرغم التقدم الذي من المفترض نعيشه جميعاً كبشر باختلاف بلادنا أو أماكن تواجدنا، فمازلنا نعاني من حالة رفض أو نبذ لأشياء موجودة فينا سواء كانت باختيارنا أو ليس لنا دخل فيها، ولنا في ذلك أمثلة كثيرة ومختلفة، فأقربهم جورج فلويد الذي انتفضت من أجله الولايات المتحدة الأمريكية بعد مقتله بسبب لونه وعنصرية ضباط أمريكيين تجاهه.
اقرأ ايضا: "الكوتشنج" في مصر
ونرى أيضاً شريف منير الأب قبل أن يكون فناناً الذي تعرضت فتياته إلى هجوم شديد نتيجة صورة نشرها لهم على حسابه الشخصي على الانستجرام، والهجوم تعدى كل الحدود وليست فقط حدود الأدب أو حدود الغير.
ولو تأملت في حياتك أنت أيضاً، ستجد أنك عاصرت نوعاً من التنمر بأي شكل من الأشكال، سواء كنت متنمراً أو المتنمر عليه لكونك مختلفا في أي شيء، فأنا مازلت أتذكر كل مرة تعرضت فيها للتنمر كوني سميناً وكون ساقي عرجاء، ومازلت أواجه تلك السخافات وبأشكال متعددة.
اقرأ ايضا: التئام.. ربما تكون روايتك!
لا أدري لما كل تلك الأنواع نتعرض لها يومياً من تنمر وعنف لفظي وهجوم أحياناً جسدياً كوننا مختلفين عن الآخر، وهل ذلك يمنحني أنا أيضاً نفس الحق أن أتعدى على غيري كونه مختلفاً عني أم لا؟!
لو فتشنا في كتب التاريخ أو في صفحات الزمان لن نجد "كاتالوجاً" يشرح أو يسرد تفاصيل الإنسان المثالي أو المرغوب، أو يجبر الناس أن يتعاملون بشيء معين، حتى الأديان قالت ما يليق وما لا يليق وتركت حرية الإختيار لنا، فمن نحن حتى نمنع غيرنا من الحياة؟