ترامب وبايدن والمناظرة!
لا خلاف على أن المناظرة
الأخيرة التى جرت اليوم بين ترامب وبايدن كانت أفضل من سابقتها.. فهى تناولت العديد
من الأمور والقضايا التى تهم الناخب الأمريكى الذى لم يدل بصوته بعد فى الانتخابات
الرئاسية.. ولم تشهد مقاطعة وسبابا كثير بين المرشحين المتنافسين، وكانت ادارتها أفضل
من سابقتها..
ومع ذلك يصعب القول إنها ستكون لها تأثير التحول فى مسار الانتخابات الأمريكية التى تتشكل الأن عندما سيحسم خلال الأيام المقبلة أصحاب الأصوات المترددة مواقفهم بالتصويت لأى من المرشحين، ولا يعنى ذلك إنها ستكون منعدمة التأثير على مسار الانتخابات، لكنه لن يكون تأثيرا دراماتيكيا أو إنقلابيا فى حظوظ المرشحين المتنافسين.
ماذا لو فاز بايدن؟!
ويمكن إستنتاج هذا التأثير مما شهدته هذه المناظرة بينهما، وهنا يمكننا تسجيل بعض الملاحظات:
أولا إن ترامب ظهر فى معظم أوقات المناظرة مختلفا عن الصورة التى ظهر عليها فى المناظرة السابقة حينما إلتزم بعدم مقاطعة منافسه وإهتم بإيضاح مواقفه وسياساته أكثر، مع الإستمرار فى تكتيك مطاردة بايدن بالاتهامات العديدة والمتنوعة وأبرزها كسب المال بطرق غير مشروعة ومن دول أجنبية تتصارع معها أمريكا الأن.
ثانيا لقد إعتمد بايدن خلال المناظرة السابقة، بل خلال حملته الانتخابية، على السلاح الذى يشهره عادة المعارض فى وجه السلطة، وهو سلاح النقد والهجوم على الرئيس والذى سبق أن استفاد منه ترامب فى الانتخابات السابقة فى مواجهة هيلارى كلينتون.. غير أن ترامب سعى إلى نزع هذا السلاح من بايدن خلال المناظرة الأخيرة، حينما ركز على إنه كان من قبل فى السلطة لنحو ثمانية سنوات ولم يفعل ما يطالبه به الأن.. ولعل هذا ما جعل ترامب يتنصل من بعض القرارات التى تمت فى عهد أوباما، مثل التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين.
ثالثا حرص بايدن طوال المنافسة على ألا يخرج من الإطار الذى وضعه لنفسه خلال حملته الانتخابية، والذى يمكنه من تصويب الاتهامات لمنافسه ترامب.. غير ان ذلك جعله فى بعض الأحيان يتجاهل أن يقدم نفسه هو شخصيا للناخب الامريكى، وذلك حينما لم يجب على أسئلة من نوع ماذا سوف يفعل فى بعض الأمور إذا نجح فى الانتخابات، وأبرز هذه الأمور جائحة كورونا..
ترامب أم بايدن.. أيهما أفضل لنا؟!
فهو إهتم أكثر بإثبات فشل ترامب فى مواجهة الجائحة ولم يجب على السؤال المباشر الذى وجه له كيف سوف يواجهها هو، وذات الشىء فعله بالنسبة للإغلاق الإقتصادى لمواجهة فيروس كورونا.
رابعا وفى المقابل فإن ترامب رغم إنه دافع عن نفسه بقوة فى مواجهة الاتهامات التى كتلها له بايدن، فإنه لم ينجح فى الدفاع عن موقفه من مشروع أوباما كير الخاص بالرعاية الصحية الذى سعى لوقفه وتجميده دون تقديم بديل آخر أفضل منه، وموقفه الرافض لزيادة الحد الادنى للأجور والذى يستند إلى دعم رجال الأعمال على حساب ملايين العاملين الأمريكيين، وسياسة الإنفتاح على كوريا الشمالية التى لم تسفر عن توقفها عن إجراء مزيد من التجارب الصاروخية النووية، ومواقفه تجاه الأمريكيين السود والعنصرية التى لم تتخلص أمريكا منها تجاههم.
خامسا ظل ترامب طوال الوقت يتحدث عن المعجزة الاقتصادية التى حققها قبل جائحة كورونا ليبشر الأمريكيين بإمكانية تكرارها بعد السيطرة على تلك الجائحة.. ولذلك إهتم بأن يتهرب من أية مسئولية عن التقصير الذى إتهمه به بايدن فى مواجهة الجاءحة والذى جعل امريكا الأولى فى الاصابات بالفيروس والأولى ايضا فى عدد الوفيات..
غير إن ذلك لكى يقتنع به الناخب المتردد يحتاج أن يرى الضوء فى نهاية النفق، أى يحتاج أن يرى شواهد قوية تقنعه بأن السيطرة على فيروس كورونا سوف تتحقق قريبا ليبدأ العمل على إنقاذ الإقتصاد الأمريكى مما أصابه من ركود عميق أدى إلى فقدان الملايين لأعمالهم، مما يفتح باب الأمل لاستعادتهم أعمالهم..
اختلفا حول كل شيء إلا الصين!
ولم يقدم ترامب فى هذا الصدد سوى وعود عامة، سواء فيما يتعلق بعلاج الفيروس أو باللقاح الذى يحمى الناس من الإصابة به.. وتجربة شفاءه لا تكفى هنا، فهو لقى بوصفه الرئيس رعاية طبية خاصة لا تتوفر بالطبع لكل الأمريكيين، ولعل هذا يفسر إنه لم يركز عليها كثيرا فى المناظرة .
لكل هذه النقاط الأغلب إن المناظرة الجديدة بين ترامب وبايدن لن تسفر عن تحولات دراماتيكية كبيرة فى المسار الانتخابى الذى لا يمكن الإعتماد على استطلاعات الرأى وحدها لتبين إلى ماذا سينتهى.. ولذلك سيظل الأمريكيون والعالم كله يحبس أنفاسه حتى ما بعد يوم الثالث من نوفمبر ليعرف السيد الجديد للبيت الابيض.
ومع ذلك يصعب القول إنها ستكون لها تأثير التحول فى مسار الانتخابات الأمريكية التى تتشكل الأن عندما سيحسم خلال الأيام المقبلة أصحاب الأصوات المترددة مواقفهم بالتصويت لأى من المرشحين، ولا يعنى ذلك إنها ستكون منعدمة التأثير على مسار الانتخابات، لكنه لن يكون تأثيرا دراماتيكيا أو إنقلابيا فى حظوظ المرشحين المتنافسين.
ماذا لو فاز بايدن؟!
ويمكن إستنتاج هذا التأثير مما شهدته هذه المناظرة بينهما، وهنا يمكننا تسجيل بعض الملاحظات:
أولا إن ترامب ظهر فى معظم أوقات المناظرة مختلفا عن الصورة التى ظهر عليها فى المناظرة السابقة حينما إلتزم بعدم مقاطعة منافسه وإهتم بإيضاح مواقفه وسياساته أكثر، مع الإستمرار فى تكتيك مطاردة بايدن بالاتهامات العديدة والمتنوعة وأبرزها كسب المال بطرق غير مشروعة ومن دول أجنبية تتصارع معها أمريكا الأن.
ثانيا لقد إعتمد بايدن خلال المناظرة السابقة، بل خلال حملته الانتخابية، على السلاح الذى يشهره عادة المعارض فى وجه السلطة، وهو سلاح النقد والهجوم على الرئيس والذى سبق أن استفاد منه ترامب فى الانتخابات السابقة فى مواجهة هيلارى كلينتون.. غير أن ترامب سعى إلى نزع هذا السلاح من بايدن خلال المناظرة الأخيرة، حينما ركز على إنه كان من قبل فى السلطة لنحو ثمانية سنوات ولم يفعل ما يطالبه به الأن.. ولعل هذا ما جعل ترامب يتنصل من بعض القرارات التى تمت فى عهد أوباما، مثل التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين.
ثالثا حرص بايدن طوال المنافسة على ألا يخرج من الإطار الذى وضعه لنفسه خلال حملته الانتخابية، والذى يمكنه من تصويب الاتهامات لمنافسه ترامب.. غير ان ذلك جعله فى بعض الأحيان يتجاهل أن يقدم نفسه هو شخصيا للناخب الامريكى، وذلك حينما لم يجب على أسئلة من نوع ماذا سوف يفعل فى بعض الأمور إذا نجح فى الانتخابات، وأبرز هذه الأمور جائحة كورونا..
ترامب أم بايدن.. أيهما أفضل لنا؟!
فهو إهتم أكثر بإثبات فشل ترامب فى مواجهة الجائحة ولم يجب على السؤال المباشر الذى وجه له كيف سوف يواجهها هو، وذات الشىء فعله بالنسبة للإغلاق الإقتصادى لمواجهة فيروس كورونا.
رابعا وفى المقابل فإن ترامب رغم إنه دافع عن نفسه بقوة فى مواجهة الاتهامات التى كتلها له بايدن، فإنه لم ينجح فى الدفاع عن موقفه من مشروع أوباما كير الخاص بالرعاية الصحية الذى سعى لوقفه وتجميده دون تقديم بديل آخر أفضل منه، وموقفه الرافض لزيادة الحد الادنى للأجور والذى يستند إلى دعم رجال الأعمال على حساب ملايين العاملين الأمريكيين، وسياسة الإنفتاح على كوريا الشمالية التى لم تسفر عن توقفها عن إجراء مزيد من التجارب الصاروخية النووية، ومواقفه تجاه الأمريكيين السود والعنصرية التى لم تتخلص أمريكا منها تجاههم.
خامسا ظل ترامب طوال الوقت يتحدث عن المعجزة الاقتصادية التى حققها قبل جائحة كورونا ليبشر الأمريكيين بإمكانية تكرارها بعد السيطرة على تلك الجائحة.. ولذلك إهتم بأن يتهرب من أية مسئولية عن التقصير الذى إتهمه به بايدن فى مواجهة الجاءحة والذى جعل امريكا الأولى فى الاصابات بالفيروس والأولى ايضا فى عدد الوفيات..
غير إن ذلك لكى يقتنع به الناخب المتردد يحتاج أن يرى الضوء فى نهاية النفق، أى يحتاج أن يرى شواهد قوية تقنعه بأن السيطرة على فيروس كورونا سوف تتحقق قريبا ليبدأ العمل على إنقاذ الإقتصاد الأمريكى مما أصابه من ركود عميق أدى إلى فقدان الملايين لأعمالهم، مما يفتح باب الأمل لاستعادتهم أعمالهم..
اختلفا حول كل شيء إلا الصين!
ولم يقدم ترامب فى هذا الصدد سوى وعود عامة، سواء فيما يتعلق بعلاج الفيروس أو باللقاح الذى يحمى الناس من الإصابة به.. وتجربة شفاءه لا تكفى هنا، فهو لقى بوصفه الرئيس رعاية طبية خاصة لا تتوفر بالطبع لكل الأمريكيين، ولعل هذا يفسر إنه لم يركز عليها كثيرا فى المناظرة .
لكل هذه النقاط الأغلب إن المناظرة الجديدة بين ترامب وبايدن لن تسفر عن تحولات دراماتيكية كبيرة فى المسار الانتخابى الذى لا يمكن الإعتماد على استطلاعات الرأى وحدها لتبين إلى ماذا سينتهى.. ولذلك سيظل الأمريكيون والعالم كله يحبس أنفاسه حتى ما بعد يوم الثالث من نوفمبر ليعرف السيد الجديد للبيت الابيض.