أرجوكم.. غيروا نظرتكم للتعليم!
لقد اقتحم وزيرا التربية والتعليم والتعليم العالي ملف إصلاح التعليم بكل قوة بدعم كبير من القيادة السياسية.. ويبقى علينا أن نشد على أيديهما ونقيم حواراً مجتمعياً جاداً برعاية الدولة لمؤتمر جامع لقيادات الرأي والفكر وخبراء التربية والعلم لتدشين منظومة حقيقية مستقلة للتعليم والبحث العلمي..
ووضع أسس قوية وملزمة تمنع إهدار المال العام وتعالج مسألة
"المجانية" التي جرى تفريغها من جدواها عبر إتاحتها للجميع؛ من يستحقها ومن
لا يستحقها.. وشتان
بين من يملك مقومات التعلم والنبوغ ومن ينجح بالغش وطرق أخرى.
وفي كل الأحوال فإن
التعليم الأساسي ينبغي أن يكون مجانياً للجميع مثلما هو واقع اليوم.. أما التعليم الجامعي والعالي فيكون بالمجان
للمتفوقين والنابهين الذين يجب على الدولة أن ترعاهم حتى ينالوا شهادة الدكتوراه، وألا
يقتصر التطوير على تغيير شكل الثانوية العامة وامتحاناتها والتعليم الأساسي بينما الجوهر فقير
والارتباط مفقود بين البحث العلمي وسوق الإنتاج والعمل والقيم الاقتصادية المضافة.
اجعلوه محببًا لنفوس الطلاب.. ومحفزًا لهممهم!
ويمكن القول باطمئنان
إن الدولة وضعت يدها على مواطن الخلل وبادرت بإنشاء جامعات تكنولوجية متقدمة تساير
روح العصر وتلبي احتياجاته ومتطلباته.. أما التعليم الفني فيمكننا دراسة تجربة الفلبين
أو ألمانيا اللتين يملك خريجو التعليم هناك فرصاً في العمل والأجر وتوليد الثروة وخدمة
الأهداف الاستراتيجية لبلدانهم ومجتمعاتهم فلا تجد الصنايعي هناك سباكاً أو كهربائياً
أو نجاراً إلا متعلماً ماهراً.
ثقافتنا ونظرتنا
للتعليم ينبغي أن تتغير حتى يمتص التعليم الفني آلاف بل ملايين المواطنين الذي يزدادون
سنوياً بمعدل 2.5 مليون نسمة.
أملنا كبير أن نرى
تعليماً يصنع بيئة ترفض التطرف وتتطلع للمستقبل بعيون العلم والبحث العلمي المتقدم
الذي يرفض الخرافة والأمية والشعوذة وهي الأمراض الاجتماعية التي تضيّع على مليارات
الدولارات سنوياً.. أما آن الأوان أن ينهض رأس المال بدوره الاجتماعي في تبني نوابغ
العلم وأن ترتبط الجامعات ومراكز البحث بسوق العمل وجهات الإنتاج المختلفة.
على الحكومة أن ترعي
وتحفز مبادرات التوأمة بين القطاع الخاص ورجال الأعمال والجامعات لترجمة أفكار الموهوبين
إلى واقع تجني الدولة ثمراته مثلما يحدث في الخارج؛ إذ يتعاون مثلا قسم الطبيعة بجامعة
هارفارد مع شركة مايكروسوفت العملاقة لتعظيم القيمة المضافة للعلم والعقل البشري؛
فثروات الطبيعة مهما يكن حجمها ومخزونها الإستراتيجي إلى زوال، والبترول العربي لن
يستمر إلى الأبد، فالعلم هو المستقبل..
كلمة السر في أي إصلاح!
والطاقة المتجددة
من الشمس والرياح طاقة نظيفة وأمل حقيقي للخلاص من التلوث والتغيرات المناخية الحادة
التي تعاني البشرية ويلاتها اليوم.. ومن
ثم ينبغي للعرب ومصر على وجه أخص أن تسعى لخدمة التنمية عبر تنويع مصادر الطاقة كما
نوعت من قبل في مصادر التسليح حتى لا نرهن أنفسنا بمسار واحد إذا تعطل تنغلق علينا
الدائرة وتضيق علينا الأرض بما رحبت.
البحث العلمي والمعرفة
والتكنولوجيا هي أضلاع قاعدة ثلاثية قوية جبارة نحتاجها جميعاً لتنصهر في بوتقة واحدة
حتى تنقلنا لمصاف الدول ذات الشأن والتأثير على خريطة العالم، الذي عليه أن يرانا ليس بوصفنا ورثة التاريخ
والحضارة العظمى فحسب بل بحسباننا صناعاً رئيسيين لمنجزات اليوم وحضارته.. مصر تتغير
للأفضل بفضل عقول أبنائها ودأب شعبها وصدق قيادتها.. وأملنا أن يكون المستقبل أفضل
كثيرا ما نتصور.