اجعلوه محببًا لنفوس الطلاب.. ومحفزًا لهممهم!
إصلاح التعليم ملف من الأهمية والصعوبة بمكان، لأنه يشتبك مع ثقافة راسخة تكونت عبر عقود، بحيث لا تستطيع الحكومة-أي حكومة- أن تنجح في تغييرها بمفردها مهما أوتيت من إمكانيات، ما لم تتوفر لها إرادة مجتمعية تمد يد العون للدكتور طارق شوقي في معركته مع فوضى وعشوائية مفرطة..
وازدواجية ممقوتة لا تجدها إلا هنا؛ من مدارس خاصة وحكومية وقومية ولغات وأجنبية ودولية ومافيا دروس خصوصية وكتب خارجية، ولن تتحقق نهضة التعليم إلا إذا خلصناه من الطريقة التقليدية العقيمة في الحفظ والاستظهار، وأطلقناه على طريق بناء القدرات والملكات النقدية عبر الفهم والتحليل والبحث دون قيود.. وقبل هذا وذاك جعل التعليم شيئًا محببًا لنفوس الطلاب ومحفزًا لهممهم، يتشوقون إليه ويسعون إلى قاعاته وفصوله ومدرجاته ومعامله بدافع من داخلهم.
كلمة السر في أي إصلاح!
يحدونا الأمل أن نجد في مصر قريبًا نظامًا تعليميًا موحدًا مبنيًا على الأدوات الإلكترونية لا غش فيه ولا ازدواجية ولا دروس خصوصية، نظامًا يصنع البهجة على وجوه الطلاب ، ويغرس في قلوبهم المحبة للمدرسة وللمعلم وللمنهج وللوطن.. ويحقق لهم متعة تمسح عنهم عناء التحصيل الدراسي لا أن يكون عقابًا يحملهم من حقائب الكتب المدرسية ما لا يطيقون، ومن المعلومات ما تضج به عقولهم ومن الحشو ما تضيق به صدورهم وذاكرتهم.
نريد أن نرى تعليمًا فنيًا واعيًا بحركة الحياة والمجتمع، مستوفيًا لمتطلبات المنافسة العالمية في سوق العمل والتصنيع.. تعليما فنيًا يحترمه الجميع ويتسابق إليه الطلاب، ويعبر عن رؤية حقيقية للإصلاح واستيعاب روح العصر ومستجداته.. نريد تعليمًا جامعيًا لا ينخرط فيه إلا ذوى الملكات والقدرة على إحداث التغيير المنشود وقيادة المستقبل.
ويبقى الأهم!
الرئيس السيسي أكد مرارًا وتكرارًا كما شهدنا في مؤتمرات الشباب وغيرها أن التعليم والصحة هما جناحا أي تنمية منشودة، وهو ما تحركت على ضوئه الحكومة، فتعالوا نجعل إصلاح التعليم في كل مراحله قضية أمن قومي.. ومشروعنا القومي الجديد بحق!