رئيس التحرير
عصام كامل

طيور الموت الورقية

نشر مدون عبر صفحة إحدى المناطق الشعبية على موقع التواصل "فيس بوك"، صورة لصبي يمشي وسط قضبان مترو الأنفاق، وقال إن الصبي قفز من أعلى أسوار المترو لاهثا، ملاحقا طائرته الورقية، وكان يسير خلف خيوطها بلا وعى ناظرا إلى السماء غير عابئ بأنه قد انتقل فجأة إلى السير على قضبان المترو!. 


منذ أيام، بث الإعلامى عمرو أديب مقطع فيديو التقطته إحدى الكاميرات المثبتة فى أحد شوارع محافظة الشرقية، لبالوعة مفتوحة يبدو أنه كانت تُجرى بها بعض الإصلاحات ونسيها المقاول مفتوحة، وهو إهمال جسيم وقاتل يستوجب العقاب.
البهية العفيّة
وبالقرب من البالوعة ظهر صبى يمسك خيوط طائرته الورقية ناظرا إلى السماء، مرتدا بظهره لا يدرى أن البالوعة مفتوحة، ثم تعثر فجأة فى كومة من الرمال أمامها، وفجأة، يسقط داخلها لتبتلع جسده كاملا، ويختفي عن الأنظار فى غضون لحظات، لولا عناية الله ثم شهامة شباب الحي الذين لاحظوا المشهد وسارعوا لإخراجه من البالوعة، ولو لم يكن أحد أحس به، لكان مصيره مجهولا حتى الآن.

منذ أسبوع نعى أب مكلوم نجله الوحيد بعد أن تتبع الصبي ابن الأربعة عشر عاما، طائرته الورقية من أعلى سطح منزله دون أن يرى موطئ أقدامه، ليسقط صريعا من الدور الثالث على رأسه، ويتوفى فى الحال.

تعرضت وسكان العقار الذي أقطن به لبعض المشكلات والسخافات بسبب تلك الطائرات الورقية، فما بين الحين والآخر أجد أحد صبية الشارع، يطرق باب شقتي كونى ساكن الدور الأخير، طالبا الصعود إلى سطح العقار، كي يفض اشتباك طائرته مع أحد أسلاك وأطباق لاقط البث الهوائي، وبالطبع يحدث ضرر جراء انقطاع بعض الأسلاك أو انحراف أحد الاطباق، ما يضطرنا للاستعانة بفنى لإعادة الضبط متكبدين أعباء مصروفات الإصلاح.
وثيقة عزم وأمل
حوادث مشابهة كثيرة راح ضحيتها صبية وشباب بعد أن اختل توازنهم وسقطوا من ارتفاعات شاهقة، صرعى فى غفلة، إذ يفضل الغالبية منهم الصعود إلى الأدوار الشاهقة كى يتمكن الهواء من تحريك الطائرة بشكل أفضل.

لكل أب وأم، نعم يشعر الأبناء بوقت فراغ، نتيجة الظروف المواكبة للحظر المنزلى جراء ظهور فيروس كورونا، ولكن حياة أطفالنا وشبابنا أهم من بعض المتعة الوقتية القاتلة، التي قد تترك في النفس جرحا غائرا لا يندمل أبدا، نبهوا أبنائكم وحذروهم من خطورة هذا الأمر، فقد لا ينفع الندم فيما بعد, حفظ الله صغارنا و زهرات شبابنا من كل سوء وشر.

الجريدة الرسمية