رئيس التحرير
عصام كامل

البهية العفيّة

جندى عثمانلى يجلس على المقهى فى غرور، ينصب قدميه فى وجه المارة، يرفع عينيه متطلعا إلى النساء فى الشرفات، وحينما يحين وقت دفع حساب المشروبات، يطالبه عامل المقهى، فيركل العثمانلى، العامل البسيط، ويسب الموجودين فى المقهى، صارخا بصوته الجهوري بأن هذا البلد، بمن فيه مجرد ولاية عثمانية تابعة للباب العالى، وأنه سيد من أسيادها الأغوات.

يستغيث الناس بأولى الأمر طالبين التدخل لردع الجندى وزملائه عن إهانة أصحاب الوطن وازدرائهم وسرقة أقواتهم، ولكن، يصمت أولى الأمر مطأطئو رؤوسهم، يديرون وجوههم البغيضة، وهم يتلقون وابلا من السباب من ولى النعمة العثمانلى، مع قليل من الصفعات والركلات المهينة، ولم لا فهم مجرد أفراد من جموع عبيد المرشد الذى تملكه الوالي الجديد.
وثيقة عزم وأمل
سيناريو قذر، كان من الممكن أن يحدث ويستمر ويتفحش، لو لم تكن ثورة 30 يونيو الشعبية، توحدت بكافة أطيافها على قلب رجل واحد، لإنقاذ البلاد والعباد من ربقة حكم انتهازى استمر عاما واحدا، يسطر فى سجلات التاريخ بـ" العام الأسود"..

 

كان ولاء الحاكم فيه لسيده إمبراطور الدعارة والمواخير، مسلما إياه قيادة البلاد، فى حقبة زمنية سوداء استعد فيها المغرور، لكى يختال منتشيا بتملكه رأس القارة السمراء، مستوليا على ثرواتها الطبيعية كافة برا وبحرا بل وحتى هواءها، فى سبيل طموحاته الاستعمارية، وطموحات جماعته الإرهابية بامتلاك الكنز الثمين "مصر".

أعادت موافقة مجلس النواب في جلسته التاريخية أمس الاثنين، على إرسال عناصر من القوات المسلحة الباسلة في مهام قتالية خارج حدود الدولة، لأجل الدفاع عن الأمن القومي للبلاد، ضد أعمال الميليشيات وعناصر الإرهاب الأجنبية، ذكرى غالية تألفها القلوب وتحبها العقول عن دور ثورة 30 يونيو فى إنقاذ هذا الوطن من براثن التفتت والتشرذم والاستباحة.
شياطين الخسة
أنقذت 30 يونيو، هذا البلد الواحد بأقباطه ومسلميه، من التفتت بمسميات عدة، تحت ربقة الفصائل والميليشيات، أنقذتنا جميعا أن نستيقظ يوما فنجد ميليشيات هذا الحى، تتقاتل مع ميليشيات المنطقة المجاورة، أن نرى المدافع الآلية ومضادات الطائرات منصوبة فوق أسطح المنازل والعربات، أن نرى حثالة المرتزقة السفلة يطرقون أبواب البيوت ويعبثون بالحرمات، وينهبون الأموال، ويعيثون في تلك الأرض الطاهرة فسادا، بينما من سمحوا لهم نائمون فى العسل يتلقون أوامر التخريب من التنظيم الدولى، إمعانا فى غرز نصل السكين المسموم فى أوصال الوطن. 

لولا 30 يونيو لما وصلنا إلى تلك القوة المُرهبة التي بثت الخوف والحذر والتوجس والترقب فى قلوب الأعداء، يقولون دائما "العفى لا يأكل قوته أحد"، ومصر 30 يونيو وما بعدها "بهية" "عفية" "قوية" بقوة درعها القوى وسيفها البتار، وعقول وسواعد أبنائها الوطنيين المؤمنين،، عاشت مصر شعبا وجيشا وقيادة.

الجريدة الرسمية