رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية تفتيت الأرض الزراعية.. والإخوان!

أسطوانة الإخوان المشروخة التي لا يكفون عن ترديدها بمناسبة الثورة دائما وبغير أي مناسبة غالبا.. وللاسف لا يحتاج الأمر إلي مقالات لإثبات كذب الاخوان ولا عبط من صدقوهم.. فالجيل الاول الذي تسلم الارض كان أصلا علي قيد الحياة.. ولم يأت الجيل الثاني أصلا..

 

فضلا عن وجود ملكيات صغيرة أفدنة واسهم بل وقراريط لصغار صغار الفلاحين ولم يتكلم أحد عن الأرض المفتتة من قبل ثورة يوليو.. والمدهش أن عينه من الكتاب ونجوم الشاشة ممن يكررون الاسطوانة المشروخة لم نسمعهم مرة واحدة.. واحدة فقط يتحدثون عن ملايين الأفدنة التي زحف عليها اسمنت العشوائيات وتآكلت الأرض الزراعية فعليا بسببه! ويعالج الرئيس السيسي اليوم المأساة بحزم انتظرناه طويلا!!

العملاء ودرس "الرئيس" !
المهم.. ويا سيدي بإختصار.. جمال عبد الناصر يعرف في التاريخ وقرأه جيدا ويعرف تاريخ الملكية الخاصة للأرض الزراعية وكيف صادر محمد علي كل أرض مصر من اصحابها وأصبح هو مالكها! ايوة! هكذا ! ولا احد يهاجمه بسبب ذلك!

 

المهم.. صادرها وأجبر الفلاحين علي العمل بها وارهقهم بالضرائب.. بعد فترة أولاده بدأوا يمنحون مساعديهم وموظفيهم وخدمهم قطع أراضي كبيرة.. بينما الفلاحين يساقون إلي حفر القناة والترع والرياحات بالسخرة.. والكرباج.

 

يموتون من الجوع والتعذيب ويدفنون في اماكنهم ! تمر السنوات ويأتي عبد الناصر يعوض احفاد هؤلاء بنصيب من أرض مصر التي رواها اجدادهم بارواحهم والتي هي أصلا أرضهم اغتصبها محمد علي ممن حصل اغلبهم علي الارض عطايا من اولاد محمد علي! ومع ذلك يستكثرون عليهم الفدادين القليلة!

 

هل يتركهم عبد الناصر هكذا؟ لا.. أسس لهم النظام التعاوني.. الذي ينظم كل شئ له علاقة بالفلاحين والأرض.. ويمنع وجودها أي تفتيت للأرض حتي بعد ألف عام.. لكن مات عبد الناصر.. وتغيرت التوجهات بعده..

 أمريكا و"التحريض" علي الحرب في ليبيا!

وفي عام ١٩٧٥ جاءت بعثة وصفت بأنها عالية المستوي لمصر من هيئة التنمية الامريكية التي أوصت بإلغاء الاتحاد التعاوني فصدر في العام التالي ١٩٧٦ قرار بحل الاتحاد التعاوني.. فتفككت ٥ آلاف جمعية تعاونية زراعية، وبدأ التفتت الفعلي.

 

خصوصا انه سبقه القرار رقم ٦٩ لسنة ١٩٧٤ بإلغاء وصاية الدولة علي الأرض غير المملوكة! أي أن كل أرض يستأجرها الفلاح الصغير من الدولة ستعود للاقطاعي الذي اخذت منه مرة أخري! وبعدها أصدر الرئيس السادات القانون ١١٧ لسنة ١٩٧٦ بتحويل بنك الفلاحين وإسمه الشهير التنمية والائتمان الزراعي إلي بنك تجاري!!

 

تجاري يعني إيه؟ يعني يهدف للربح. وليس لدعم الارض والفلاحين!! طيب وده وحش إنه يهنم بالربح؟ لا مش وحش. إنما أصبح هدفه الأول.. وكما حدث بين الشباب والصندوق الاجتماعي من إفلاس وقضايا حبس..

 اللعبة الإثيوبية !

حدث نفسه بين الفلاحين والبنك.. وبدأ تدهور الزراعة الذي حولنا من دولة في محصولها الأساسي تنتج عشرة ملايين -ايوة يا فندم عشرة ملايين- قنطار قطن طويل التيلة سنويا إلي دولة بلا قطن أصلا!

 

مات عبد الناصر منذ نصف قرن ويحملونه أخطاء من جاءوا بعده.. لذا نضحك كثيرا ونحن نستمع لاسطوانات الإخوان.. لكننا -وبكل صراحة وألم- نحزن أكثر عندما نري أفنديات وفلاحين وابناءهم.. وهم يصدقونها!!

 

الجريدة الرسمية