رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اللعبة الإثيوبية !

تكتيك توزيع الأدوار وإطلاق قنابل الدخان لتكون الرؤية ضبابية غير دقيقة وإرباك الأجهزة المختصة مع الضغط العاطفي على الرأي العام مع جس النبض ومحاولة معرفة السيناريوهات المحتملة كلها تكتيك قديم تدركه الدولة المصرية، لذا فهو مكشوف تماما.

المشكلة هنا أن هذا التكتيك ورغم أنه يتم باللغة الأمهرية اللغة الرسمية هناك إلا أنه يتم نقله وتوظيفه في الداخل المصري وفي المحيط العربي القلق شعبيا على مصر، ويوظفه إعلام الشر في التأثير على الروح المعنوية التي ينبغي أن تظل في أعلي درجاتها.. ويوظفه في محاولات لتفكيك حالة الاصطفاف خلف القيادة السياسة والتي ينبغي أيضا أن تكون في أقوى حالاتها !

 

اقرأ أيضا:

ماذا نفعل مع إثيوبيا إذن ؟!

 
أما حالة الهلع التي نراها أحيانا وحالات الانفعال غير المنضبطة هنا أو هناك فهي تضيف أعباء على من يديرون المشهد بل المشاهد كلها الممتدة من إثيوبيا إلى ليبيا إلى سيناء إلى مؤامرات أخرى.. وهذا لا يصح!


الدولة المصرية الحديثة التي تأسست على يد أبناء الجيش العظيم في 23 يوليو 1952 حددت المخاطر على الأمن القومي المصري، وبكل وضوح كانت مصادر المياه وإسرائيل في الصدارة.. وعند ربط الأمن القومي المصري بالأمن القومي العربي جاءت تركيا وإيران بعدهما باعتبارها مشاريع قومية تتعارض مع مشروع القومية العربية..

ما يعنينا التعامل وقتها مع ملف المياه.. الذي حول كل المشاكل والرواسب التي تسببت فيها حملات أبناء محمد علي وأغلبها انتهى بكوارث سنتحدث عنها بالتفصيل في سلسلة عن جذور الأزمات الحالية، سنكتبها قريبا ليعرف الناس كيف ومتى ولماذا ما يعانونه اليوم.

 

اقرأ أيضا: 

قواعد جديدة لإدارة المعركة مع تركيا!

 

ونقول: استطاعت الدولة المصرية وقتها تحويل الميراث التاريخي "الصعب" مع إثيوبيا إلى تعاون بل وتعاون وثيق جدا.. استخدم فيه جمال عبد الناصر كل ما لديه من أوراق.. فهو ورغم دعمه المعروف لكل حركات التحرر إلا أن الحركة الوحيدة التي لم يدعمها كانت حركة تحرير إريتريا!

التي انفصلت عن إثيوبيا منذ سنوات قريبة.. كما أن مصر أسست منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي) ولتنافس على مقره الدائم، وكانت النتيجة مضمونة بل رشحت إثيوبيا له! بل وأسست الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وكانت أول بطولتين بين مصر والسودان وإثيوبيا حتى توسع الاتحاد! كما وظفت مصر الكنيسة المصرية العريقة لنفوذها الروحي على الحبشيين !

كل ذلك أهمل فيما بعد.. ولم نكتف بالإهمال !


وحتى لا ينتهي المقال دون الإجابة عن السؤال الذي يشغل الكثيرين: هل تستطيع مصر التعامل العسكري مع السد الإثيوبي؟ الإجابة بكل ثقة نعم.. هل لدينا الطائرات التي تحقق ذلك؟ نعم لدينا.. والصواريخ الإثيوبية؟ لها ألف حل.. ومن يقفون خلف إثيوبيا؟ سيتراجعون عندما تكون المواجهة علنية.. وماذا سيقول العالم علينا؟ العالم مصر تشهده على ما يجري ولن تتحرك مصر إلا إذا أمتلكت المبرر الكافي..

 

اقرأ أيضا:

معني قرار البرلمان الليبي !

 
إذن هل ستضرب مصر السد؟ الإجابة لا.. أوعلي الأقل سيكون القرار الأخير.. ومصر ليست بلدا يفضل اللجوء للقوة المسلحة.. بل العكس تماما.. ولكن هناك رغم أي تعثر حلول أخرى كثيرة.. والأوراق لها كثيرة.. وهناك رسائل يبدو أنها لم تصل للإثيوبيين. 

ما نعرفه أن مصر في ظرف لا يمكن لأحد معه أن يهزمها.. طالما امتلكت المشروعيات كلها.. السياسية والأخلاقية والقانونية.. مع العقول والإمكانيات.. وهوما يتطلب الثقة وعدم الإنسياق وراء إعلام شرير يبث سمومه.. ورجاله موجودون علي شبكات التواصل يبثون ذات السموم بصفحات مستعارة أو غير مستعارة تبدو وكأنها حريصة على مصر من خلال خلخلة التماسك الشعبي ..والسعي لتفكيكه..
ولنا استكمال!

Advertisements
الجريدة الرسمية