لا فضل لأمة على أخرى إلا بالعلم!
حكمة التاريخ وتجاربه تقول بوضوح إن أصحاب الأفكار هم من خلدوا في ذاكرة الإنسانية وضميرها.. وكل تجارب النجاح مرت من باب واحد هو باب العلم..
وقد فطنت الدول المتقدمة مبكراً لأهمية الاستثمار في البشر بحسبانهم العقول المبدعة والسواعد المنتجة ودروع الأوطان وسيوفها حرباً وسلماً.. وتلك حقيقة واقعة لا مراء فيها نبهنا إليها القرآن الكريم في أولى آياته، ودرس عملي طبقه رسولنا وعلمه أتباعه حين جعل فداء الواحد من أسرى بدر هو تعليم عشرة من الأميين المسلمين القراءة والكتابة..
وفي ذلك ما فيه من حث على طلب العلم أينما وجد؛ ففيه سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.. فإن فقيهاً واحدًا أشد على الشيطان من ألف عابد. بالعلم يرقى سلوك البشر وفكرهم وتقوى أبدانهم وتتعافى صحتهم.. وبالتدريب العملي يزداد إنتاجهم وقوتهم وسطوتهم..
اقرأ ايضا: فما أوتي الإنسان من العلم إلا قليلًا
ولا فضل لشعب أو أمة على أخرى إلا بالعلم والعقل والمنجزات الحضارية وهو ما كان حاضراً في ذهن الرئيس السيسي حين تولى الرئاسة قبل 6 سنوات.. فقد أدرك الرئيس أن موطن الداء وأس البلاء يكمن في الجهل والتخلف ويعود لإهمال العلم والتهوين من شأن العلماء.. ومن ثم فقد جعل التعليم أهم أولوياته موقناً بأنه قضية أمن قومي..
ورغم أن حكوماتنا السابقة كانت تعلم ذلك منذ أمد بعيد فإنها لم تأخذ الأمر على محمل الجد.. وهو ما تغير الآن فرئيس مصر وحكومتها وبرلمانها يدركون أهمية وخطورة العلم والتعليم اللذين تصدرا الأولويات والاهتمامات إيماناً بدور العلم في انتشال مصر من وهدة التخلف والتراجع اللذين عانت منهما طويلاً.
اقرأ ايضا: احتضنوا المبدعين!
الحكومات السابقة تساهلت في أمر العلم والتعليم حتى آلت أحوالنا لما نحن فيه من فوضى تعليمية وكبوة سلوكية وأخلاقية، ألقت بظلالها الكئيبة بعد أحداث يناير 2011، وما زلنا نعاني تبعاتها حتى هذه اللحظة تنضح في سلوكيات تلاميذنا في المدارس والجامعات وحتى في الشارع..
الأمر الذي يطرح سؤالاً حتمياً: ألا تدلنا مثل تلك السلوكيات على أن ثمة خطأ بل خطيئة لا يمكن الخلاص منها إلا بتصحيح مسار التعليم والبحث العلمي.. وهو ما يحاول الرئيس السيسي جاهداً أن يفعله في الواقع.