رئيس التحرير
عصام كامل

فما أوتي الإنسان من العلم إلا قليلًا

إنجازات العلم ومنتوجاته تنظمها قوانين للملكية الفكرية تحفظ لكل ذي حق حقه، وقد صارت موضع اتفاق دول العالم كله.. وشجعت العلماء والباحثين على الاجتهاد والعطاء بلا حدود ما دام جهدهم مقدرًا وحقوقهم محفوظة.

 

فمن كان يتخيل أن يتم التوصل لعقار سوفالدي الذي يعالج التهاب الكبد الوبائي بنسبة شفاء تقترب من 95%، ويوقف معاناة ملايين البشر الذين نهش الفيروس اللعين أكبادهم بلا هوادة.. ومن كان يتصور أن تصل الإنسانية لعلاج لفيروس الإيدز الذي أعجز البشرية وأعياها لفترة طويلة بلا شفاء ولا أمل..

 

ولا يزال علماء العالم يواصلون الليل بالنهار في معاملهم لإنتاج لقاح لفيروس كورونا الذي دوخ الدنيا بأسرها، وأنهك اقتصادياتها وشل حركة الحياة هنا وهناك.. وكلنا ثقة وأمل أن يكلل الله جهودهم بالنجاح ويتوصلوا لعلاج ناجع لهذا الوباء لتنكشف الغمة كما كشف الله غيرها، ويتصدوا لمثل هذا الفيروس إذا ما عاد متحورًا في صورة أخرى متوقعة، يمكن التصدي لها بفك الشفرات الجينية للفيروسات..

 

اقرأ أيضا: أقوى رد!

 

تمامًا كما جرى مداواة المرضى بالخلايا الجذعية وخلايا الذهب، والتوصل للفيمتو ثانية والمدن الذكية والهبوط على سطح القمر واكتشاف حياة جديدة لم تدر بخلد الإنسان يومًا. كتاب الكون لا يزال في حاجة لقراءة علمية متأنية لإزاحة الغموض عن كثير من ظواهره. ومجاهل الكون لا تزال في حاجة لمن يكتشفها ويميط اللثام عنها؛ فما أوتي الإنسان، رغم تقدمه الهائل، من العلم إلا قليلًا..

 

لكن وإحقاقًا للحق فإن الحكومة المصرية صححت مسار أولوياتها وجعلت التعليم والصحة والسكان والإنتاج وتنمية البشر في صدارة أولوياتها الواجبة.. وتلك المحاور هي أهم أولويات الرئيس السيسي، إدراكًا منه بأهميتها القصوى في نهضة البلاد والعباد؛ فالتعليم الجيد ركيزة لا غنى عنها لأي بحث علمي متقدم ومنتج. وكلاهما وسيلة لازمة لأي منجز حضاري.

 

اقرأ أيضا: حركة المحليات الأخيرة هل راعت الكفاءة؟!

 

تجارب التاريخ الفذة في التقدم والصعود بالمجتمعات لمصاف القوة والتطور أثبتت أن العلم والتعليم شرط لحيازة أسباب القوة والرفاهية والتقدم؛ ومن ثم فإن رؤساء العالم وقادته وعلى ضوء ما خلفته كورونا أخذوا يعيدون ترتيب أولوياتهم ليضعوا العلم والتكنولوجيا في صدارة تلك الأولويات..

 

ولا يخفى أن أمريكا مثلًا تربعت على عرش هذا العالم كقوة عظمى وحيدة حتى اليوم بفضل ما أنجزته في مجال التعليم والبحث العلمي.. لكن ذلك لا يمنع أن قوى أخرى أخذت في الصعود والمنافسة، وربما يجيء يوم يتفوق فيه التنين الأصفر بالطريقة والأسباب ذاتها. 

 

الجريدة الرسمية