التئام.. ربما تكون روايتك!
بين مئتين وستين صفحة تشعر وكأن يحيى الحاوي بطل رواية “التئام” ليس هو من يتعرى ولكن أنت كقارئ لتلك الصفحات المسكونة بالمشاعر والممزوجة بأحاسيس صاحب الرواية الأديب «أحمد مدحت»، قرأت مسبقاً لأحمد -مع حفظ الألقاب- الكثير من «بوستاته» على مواقع التواصل الاجتماعي لكن تلك المرة الأولى التي أقرأ فيها عملاً أدبياً له.
كنت أظن أني سأقرأ لواحد من مشاهير السوشيال ميديا الذين لا يهتمون بفن الأدب ولا قواعد الكتابة الأدبية الصحيحة في كتابة الأعمال الأدبية، ولكن فاجأني أحمد برشاقة قلمه وخفة كلماته وثقل مشاعره في عمله الثاني بعد بسكاليا في رواية «التئام».
اقرأ أيضا: السنكسار يبكي
منذ أول أربعين ورقة وأنا أشعر به يتحدث عني ليس عن يحيى الحاوي، فظل يذكرني بالشهرة التي وصل إليها العديد على مواقع التواصل الاجتماعي بمواهب ليست هي حقيقتهم ولكن شبيهة لمواهبهم الأصلية.
ذكرني بمعنى الصداقة التي لا تتغير مهما غيرتنا الأيام، وأن هناك بشراً مهما حاولنا إخفاء هويتنا عنهم، سيظلون هم أصحاب البصمة في حياتنا، وسيظلون هم الذين يدركوا حقائق أنفسنا مهما تلونا بفعل الأيام، وبسبب بعض الشخصيات التي مرت في حياتنا بفعل حب أو أي مسمى آخر.
اقرأ أيضا : "الكوتشنج" في مصر
بين طيات عمله الأدبى صرت أشعر بأنني أحد سكان إسكندرية، استطاع أن يصور لي شارع النبي دانيال وتلك الأكشاك القابعة فيه ويعمل أصحابها في تجارة الكتب والأدب ويحملون فكراً مميزاً.
استطاع أن يعري ضعفاً موجوداً في أغلب شخوصنا سواء في التكبر أو فرض السلطة، ليس كوننا نهاب البشر، لكن كوننا مررنا بتجارب أنهكت الكثير في قلوبنا.
فبين أوراق تلك الرواية ستجد شيئاً ما يلمسك، لن تدرك بالتحديد أين هو ذلك الشيء، ولكن ستظل مستمتعاً بذلك العمل وتستسلم له تماماً حتى تصل إلى التئام روحك.