رئيس التحرير
عصام كامل

الإعلام العجيب!

يبدو أننا تجاوزنا مرحلة المطالبة بأن يكون الإعلام مهنيا، ونعيش الآن في مرحلة التطلع أن يكون لدينا أولا إعلام.. فما يقدم لنا في أغلبه لا نستطيع وصفه الآن بالإعلام أصلا.. نحن نسمع ونشاهد الآن إما صراخا من بعض المذيعين، أو استعراضا من قبل مذيعين لآرائهم وانطباعاتهم الشخصية..

 

أو تقمص المذيع شخصية المحاضر والعالم الملهم الذي يلقى دروسه على المستمعين والمشاهدين.. ولذلك لا نحظى من الإعلام الآن بما نحتاجه من معلومات تساعدنا على أن نفهم ما يدور حولنا، ويتعلق بشئوننا ويحدث في عالمنا.

 

اقرأ أيضا: نحن ما بعد كورونا!

 

وحتى الذين يستضيفونهم عادة لا يضيفون شيئا جديدا لا يعلمه المستمع أو المشاهد، لأنهم لم يحسنوا اختيار هؤلاء الضيوف، رغم أنهم يقدمونهم باعتبارهم من الخبراء الذين يفقهون فيما يتحدثون!

 

وإذا حدث واستضافوا من يعلم فعلا قاطعوه ولم يتركوه يقدم معلوماته واستكمال حتى الإجابة على أسئلتهم! بل لقد وصل الأمر أن بعض المذيعين يقومون بترويع المشاهدين وإثارة فزعهم، رغم أن هناك فارقا واضحا بين تنبيه الناس لصعوبة الحال خلال الأزمات وبين بث الخوف والذعر في نفوسهم من قادم الأيام..

 

كما وصل الأمر أيضا إلى قيام بعض المذيعين بإهانة المستمعين والمشاهدين بشكل مثير للاستفزاز، رغم أن الدرس الأول الذي يتعلمه الصحفى والإعلامي أنه يعمل في خدمة القارئ والمستمع والمشاهد، ولا يعمل في خدمة حكومة أو مسئول أو شركة أو جهة أو جهاز أو جماعة ضغط، وهذا ما تؤكده مواثيق العمل الصحفية والإعلامية أيضا..

 

اقرأ أيضا: سباق لقاح كورونا

 

وحتى لو كان المذيع بما يتقاضاه من رواتب ضخمة يعتبر نفسه متميزا عن كثيرين، فإن ذلك لا يبرر أبدا أن يهين الناس! إنه إعلام عجيب غريب.. بل إنه ليس أساسا إعلام أصلا.. نحن فقط نسميه ذلك بينما مازلنا نبحث عن إعلام حقيقى ومهنى، نحتاجه بشدة الآن في ظل المعارك التي فرض علينا أن نخوضها بداية من معركة الاٍرهاب وحتى معركة كورونا وتداعياتها الاقتصادية.

الجريدة الرسمية