سباق لقاح كورونا
أهم سباق يشهده العالم الآن هو سباق البحث عن لقاح لفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).. فبعد أن اجتاح الفيروس معظم دول العالم تأكد الجميع إنه لا خلاص من هذا الفيروس سريع الانتشار إلا بالتوصل إلى لقاح يقى من الإصابة به وإلا سوف يتعرض العالم لموجات أخرى له..
وثمة أنباء تثير التفاؤل من بعض الدول عن التوصل بالفعل إلى لقاحات بعضها يتم اختباره على الحيوانات وبعضها الآخر دخل مرحلة الاختبارات السريرية، وهناك من يقول إن بعض هذه اللقاحات سوف يبدأ إنتاجها فى الخريف المقبل..
لكن مع ذلك فإن توفرها للعالم كله لن يكون متاحا قبل عام أو عام ونصف.. وبالطبع لا حماية لأى دولة من هذا الفيروس إلا بحماية العالم كله، لأنه يمكن أن ينتقل إليها بسهولة لمن يسافر أو عائد من الخارج لم تظهر عليه أعراض المرض حتى فى ظل الإجراءات الاحترازية الصارمة التى سوف تتخذ تجاه المسافرين والعائدين من الخارج..
اقرأ ايضا: ملاحظات على مواجهة كورونا
وحتى لو تم اختصار هذه الفترة من خلال تعاون دولى استجابة لدعوة منطمة الصحة العالمية، فان ثمة إحتمال ألا يكون هذا اللقاح المكتشف ناجحا بما يكفى، وهناك إحتمال أخر أن يتحور هذا الفيروس المستجد مثلما يتحور فيروس الانفلونزا بشكل دورى.. وقد نبه إلى ذلك قبل أيام وزير الصحة الألمانى الذى تتعاون بلاده مع أمريكا فى اكتشاف لقاح لفيروس كورنا..
وذلك حينما قال إن اللقاح الذى ينتظره العالم قد لا يكون متوفرا خلال أسابيع أو أشهر وإنما ربما سنوات، لأن تاريخ البحث عن لقاحات للفيروسات كما هو حافل بالنجاحات فإنه حافل بالخيبات المؤلمة أيضا.
اقرأ ايضا: فيروس ورئيس!
ولذلك لا حل إلا أن يتحول هذا السباق حول لقاح فيروس كورونا المستجد إلى تعاون كامل وحقيقى.. أى تتحول دعوة منطمة الصحة العالمية إلى واقع.. أمس نظم الإتحاد الأوربي اجتماعا تعهد فيه قادة اوروبيون بجمع ثمانية مليارات دولار من أجل التوصل إلى هذا اللقاح الفعّال..
وهذه خطوة طيبة يجب أن يتلوها خطوات أخرى تتمثل فى تعاون علمى بين الدول التى تتنافس الأن للإسراع بالتوصل إلى اللقاح حتى تجنى أرباحا ضخمة من وراء ذلك.