لغز الفيروس المستجد مستمر!
رغم مرور أكثر من مائة يوم على إدراك العالم وجود فيروس كورونا المستجد “كوفيد ١٩”، فإنه مازال يمثل لنا لغزا حتى الآن لم نفك كل شفرته ونعرف كل أسراره!..
فنحن لا نعرف عنه حتى الآن سوى القليل من المعلومات، لعل أبرزها أنه ينتقل بين البشر وبسرعة شديدة، وهى المعلومة التى لم يعترف بها الصينيون ومعهم منظمة الصحة العالمية فى بداية ظهوره!.. وإنه لا يميز بين أحد يصيبه كبيرا أو صغيرا، كهلا أو طفلا، رجلا أو سيدة، غنى أو فقير، أبيض أو أسود، وإن كان الأمريكان لاحظوا أنه يصيب به أكثر السود، مثلما لاحظ الأطباء أنه أشد قسوة على كبار السن.
وبينما قطع العالم شوطا ليس بالقصير فى اكتشاف أنواع من العلاجات المتنوعة واللقاحات المختلفة له، فإننا لا نعرف معلومات أساسية عنه، ربما كان أبسطها متى ظهر هذا الفيروس؟.. وهل هو طبيعى أم مصنع؟.. وإذا كان مصنعا من قام بتصنيعه الصينيون أم الأمريكان أم طرف ثالث غير معلوم؟.. وهل هو نوع واحد أم يوجد منه أنواع مختلفة؟..
اقرأ أيضا: حقيقة الفيروس المستجد!
وإذا أصيب به إنسان هل تتكون لديه مناعة من الإصابة مجددا به أم تعاوده الإصابة به مرة اخرى وهو ما بدا الصينيون يتحسبون له مؤخرا؟.. وأيضاً هل سيكون لهذا الفيروس اللغز موجة ثانية بعد النجاح فى السيطرة عليه، أم إنه سوف يكون له موجة واحدة مثل بعض الأنواع الشقيقة من عائلة فيروسات كورونا؟
كل ذلك وغيره من المعلومات الأساسية والمهمة لا نعرفها عن هذا الفيروس، رغم أنه صغير جدا ولا يرى بالعين المجردة، .. ورغم أنه أصاب الآن نحو المليونين وأودى بحياة عشرات الآلاف من البشر من شتى بقاع الأرض.. أما ما يتم تداوله وطرحه من تكهنات وإجتهادات للإجابة على هذه الأسئلة فهى لم تتأكد علميا ولم يتحقق أحد من صحتها، حتى وأن كان بعضها يقدمها متخصصون.. حتى منظمة الصحة العالمية ليس لديها إجابات شافية على هذه الأسئلة.
اقرأ أيضا: كورونا.. صراع أم تعاون؟!
ولذلك يبدو أننا سوف نحتاج لبعض الوقت حتى نحل لغز هذا الفيروس المستجد ونكشف كل أسراره، وهو الأمر الضروري للسيطرة عليه والتخلص من شروره التى صرنا نعرفها تماما، وهى بعد فقد الأحباب، توقف الكثير من مظاهر الحياة التى إعتاد عليها البشر، وتحديد الإقامة لملايين البشر فى المنازل لساعات طويلة، وغلق حدود الدول، وتوقف العديد من الأنشطة الإقتصادية، وتوقف أيضا الأنشطة الترفيهية، فضلا عن شيوع القلق والخوف بين ملايين البشر من الإصابة بهذا الفيروس اللعين..
ونحن نحتاج لحل لغز هذا الفيروس الضئيل حتى نعرف متى سوف نتخلص من كابوسه، ومتى نستعيد مطمئنين مظاهر حياتنا الطبيعية، وأيضاً متى نتخلص من تداعياته الإقتصادية التى تهدد ملايين من البشر فى أنحاء العالم بالوقوع فى براثن الفقر..
اقرأ أيضا: أسئلة ما بعد كورونا! (5)
وهذا أمر لن يتم إلا إذا كان ثمة تعاون عالمى حقيقى وجاد للتحقق والتأكد من الإجتهادات التى تقدمها جهات وشخصيات مختلفة، كان أخرها تلك الدراسة التى قدمتها مجموعة من العلماء فى جامعة كمبردج لكشف الشبكة الجينية للفيروس، من خلال دراسة ١٦٠ عينة من أماكن انتشار المرض فى الصين وأوربا وأمريكا..
وإنتهت هذه الدراسة إلى نتائج يمكن أن تغير الكثير من معلوماتنا الحالية عن هذا الفيروس، بل وتغير من طرق وأساليب البحث عن علاج ولقاح له.. فهذه الدراسة تتضمن العديد من المفاجآت المهمة مثل إن هذا الفيروس ليس نوعا واحدا إنما ثلاثة أنواع أو سلالات هى ..، “C “، “B”، ”A”.
اقرأ أيضا: لولا الرئيس وتوجيهاته
الأول هو السلالة الأصلية للفيروس وهو الموجود الآن فى أمريكا وأستراليا، والثانى نوع متطور من السلالة الأصلية وهو الذى ظهر وانتشر فى الصين، أما الثالث فهو سلالة متطورة من الثانى وهو الموجود فى أوروبا وسنغافورة وهونج كونج وكوريا الجنوبية.