لولا الرئيس وتوجيهاته
كنت مثل كثيرين غيرى أنزعج من عبارة: (بناء على توجيهات الرئيس) عند إتخاذ قرار أو انتهاج سياسة ما من قبل وزير أو حتى كل أعضاء الحكومة، لأنها تعنى افتقاد المسئولين لحاسة المبادرة باتخاذ ما يلزم وتقتضيه الأحوال والأمور..
وانتظارهم دوما تلقى التوجيهات والتعليمات حتى يفعلوا شيئا أو يتخذوا قرارا، رغم أنه من المفروض دوما إن كل مسئول يتعين أن يتحمل مسئوليته كاملة في إطار الصلاحيات الممنوحة له، لكننى الآن ونحن نواجه خطر فيروس كورونا المستجد اكتشفت أهمية توجيهات الرئيس التي كانت تسبق عادة كل قرارات السادة الوزراء..
اقرأ أيضا: اجازة من كورونا!
فهناك قرارات احترازية مهمة ضرورية لمواجهة هذا الفيروس وحماية المصريين منه لم يتم اتخاذها إلا بعد توجيهات الرئيس.. وأبرز هذه القرارات قرار غلق المدارس لمدة أسبوعين، وهو القرار الذي ظل وزير التعليم يعلن صراحة للرأى العام أنه لا يحبذه أو يفضله، ومداخلاته التليفزيونية محفوظة إلكترونيا، ويمكن لمن يريد أن يستعيدها، ولذلك أحتاج الأمر أن تصدر توجيهات للرئيس ليتم اتخاذ قرار إغلاق المدارس والجامعات..
اقرأ أيضا: اتهام صينى خطير لأمريكا!
وهذا ما أعلنه رئيس الحكومة بوضوح ضمن مجموعة من الإجراءات الاحترازية الأخرى لمنع التجمعات الجماهيرية، وينطبق الأمر أيضا على قرار إغلاق المساجد الذي أصدره وزير الأوقاف بعد بضعة ساعات فقط من قيامه بإمامة المصلين في مسجد ماسبيرو الذي لا تزيد مساحته على حجرة، وبعد إعلانه أنه لا تموت نفسا إلا بعد أن تستوفى أجلها، رغم أن الأزهر أعلن قبلها أن حماية النفس مقدم على كل شىء..
اقرأ أيضا: مصائب كورونا عند قوم فوائد!
ولولا أيضا توجيهات الرئيس لما تم أيضا إغلاق المساجد الذي اقترن به إغلاق الكنائس أيضا، وهكذا لولا توجيهات الرئيس لزادت خطورة فيروس كورونا على المصريين.