كورونا.. صراع أم تعاون؟!
فى الوقت الذى يرى فيه كثيرون أن عالمنا لن ينجو من عاصفة كورونا إلا بتعاون يغلب الصراع الدولى، ويكاد يكون هو طابع التعامل دوليا مع كورونا!.
فلم يصمد الوفاق بين أمريكا والصين الذى تلى اتصال تليفوني بين رئيسى البلدين سوى لبضعة أيام قليلة فقط، وعادت أمريكا تهاجم الصين وتوجه الاتهامات لها بإخفاء المعلومات الحقيقية أولا حول الفيروس، وثانيا عن توقيت ظهوره فى الأراضى الصينية، وثالثا من حيث أعداد المصابين والضحايا الصينيين له.
اقرأ أيضا: كورونا والأخلاق!
وفى ذات الوقت تمضى جهود البحث عن لقاح وعلاج لفيروس كورونا بلا أى تنسيق أو تعاون بين الدول التى تقوم بها، لأنه يتم التعامل مع الأمر بشكل اقتصادى وتجارة وليس إنسانيا، ولذلك صار التنافس هو الغالب طمعا فى الأرباح الضخمة التى سوف يجنيها من يحتكر إنتاج مثل هذا اللقاح والعلاج.
كما لا يخلو الأمر أيضا من اتهامات موجهة لأمريكا بالاستيلاء على مستلزمات طبية صينية للمساعدة فى مواجهة الوباء كانت مخصصة لدول أوربية، وهى اتهامات سبقها اتهامات بين الدول الأوروبية ذاتها بأنها خذلت بعضها البعض، وهو ما يحاول تداركه الاتحاد الأوربي بالإعلان عن تقديم مساعدات لبعض الدول الأوروبية.
اقرأ أيضا: كابوس كورونا.. متى ينتهى ؟!
وهكذا مازال الصراع والتنافس هو الطاغى الآن دوليا حتى فى خضم الأزمة الصحية والاقتصادية التى يعيشها العالم الآن، ولا يغير من هذه الصورة إرسال الصين بعض المساعدات الطبية لإيطاليا، ومعها مصر وروسيا وكوبا..
حتى التعاون الإقليمى فى مواجهة هجوم الفيروس لم يكن موجودا أيضا، لا بين الأوربيين، ولا العرب ولا الأفارقة ولا الآسيويين.. وأخشى أن يكون ذلك مؤشرا لحالة عالمنا بعد انتهاء كابوس كورونا.