ملاحظات أولية على الإعلام والكورونا النفسية !
فى أوقات الأزمات البشرية والكوارث الطبيعية، من حروب وزلازل وأوبئة واعاصير محيطية، يتعادل تقريبا دور وخطر القائد السياسي بالقائم بالدور الاعلامى. كلاهما لايمكن للجماهير الاستغناء عنه، يرشد ويفسر ويكشف، ويمنح الأمل والقوة، دون تهويل ودون تهوين.
ولعلها المرة الاولى التى أشاد فيها الرئيس السيسي بالإعلام ودوره فى التوعية والتنوير بشأن الكارثة الوبائية العالمية.. تجتاح الناس فى كل مكان، بلا تمييز. والحقيقة أن الاشادة وان كانت للأداء الإعلامى في ظاهرها الإ أنه بشئ من التبصر يمكننا الاستدلال على أنها موجهة لبدء فعالية وزير الدولة للاعلام الزميل أسامة هيكل. أهمية إشادة الرئيس إنها أنهت تاريخا غاضبا من الأداء للإعلاميين..
اقرأ ايضا: تأملات فى مشاعر افتراضية قبيل القيامة
حسنا.. لم تمض أيام على الاشادة حتى عادت عاصية إلى تاريخها. والحق أن ما شهدته القناة الاولى من مداخلة بين الوزير كامل الوزير والصحفى المذيع أثارت إستياء الجمهور بالغ الإستياء، لأن أداء المذيع وإستدلاله ببرهان بايت مجمد قديم على خبر جديد كان دليلا على ان رابعة العدوية لم تتم دورة كاملة من دورات التوبة.. حتى بعد تطويرها!
يعلم الناس أن وزير النقل حزمة وقود وطاقة وانجاز، وهم يحبونه لسرعته فى الأداء وتجويده عمله ومتابعة نتائج توجيهاته وأوامره الإدارية. والأخيرة كلها مقاتيح النجاح لأي مدير أو وزير.
اقرأ ايضا: تأملات فى التنين والفيروس.. والبطاطا!
حين تواجه رجلا شغالا ليلا ونهار بإتهام تدلل عليه بمستند فاسد منسوب ليوم آخر فأنت تتجنى أو لا تفهم . بالطبع لايمكن أن يكون المذيع من النوع الذي لا يفهم. هو يفهم بالقطع. فهل يتجنى؟ لا يمكن أيضا القول بأنه يقصد أن يتجنى على وزير محبوب شغال بأقصى طاقته.. إذن ماذا؟!
الصحفي المذيع أراد إظهار زحام اليوم بفيديو عن زحام يوم أو يومين سابقين! هدفه طبعا الإصلاح.. لاشك لاشك إنه مصلح وتاريخه فى الإصلاح مسجل ومعروف.. هو من محبى رائحة البنزين ويراه مثل الماء يصلح لإطفاء الحرائق وفض الزحام وتخويف المسئولين.
إذن أنت قاتل! اذن أنت مدان!
الاولى في واقعة الحوار مع مدير أمن بورسعيد وقت مذبحة الإستاد.. والثانية محفوظة لكل وزير أو مسئول يخفت صوته أو يتضعضع منطقه فى مواجهة الهجمة المعبأة بالرغبة فى الصيد.
اقرأ ايضا: مات مرتين: خرجوا عليه.. فكيف خرجوا له؟
حين يرى الصحفى، اي صحفى، أن المصدر أو الضيف فريسة.. فإنه يكون مجرد صياد فرائس. وليست كل الفرائس مستأنسة.. فمنها المفترس والمتوحش وصاحب الكرامة وصاحب الإنجاز.. ويمكنه الرد بأقوى مما تلقى.
على الجانب الآخر، مارس الوزير كامل الوزير أقصى درجات ضبط التفس، وسيطر على إنفعالاته.. ووصف محدثه بالمحترم وهو محترم محترم، بلا ريب محترم.. لكن هذا الرجل وان كان مسئولا فإنه بشر، وتعرض لظلم بكلام قام عليه دليل كاذب..
تعرض كامل الوزير للتدليس.. ولهذا وصم من دلس بالمحترم.. هو فعلا محترم. الواقعة تفتح مجالا أمام قضية الطبع والمكتسب؟ هل حقا تابت رابعة توبة نصوحة؟
رابعة القرن الثاني الهجرى (١٠٠ هجرية -١٨٠هجرية) المتصوفة الزاهدة.. صدقت فى توبتها...
ليس كل النسل من رابعة..