رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا لا تظهر قدرات المصريين إلا في «الأزمات»؟

لا يغيب عن نظر المواطن المصري جودة وتميز أسلوب إدارة أزمة فيروس كورونا في كافة المجالات، ومنها حزمة القرارات الاقتصادية الأخيرة التي أصدرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يتابع إجراءات مواجهة انتشار «فيروس كورونا»، والتعامل مع المشاكل المستجدة.

 

وأثبت المصريون حكومة وشعبا، كما أكد الرئيس على قدرتهم القوية في التعامل مع هذه الأزمة ، حيث أدارت الدولة بأجهزتها التنفيذية ومؤسساتها الأمنية مشهدا بالغ التعقيد، وهو ما دعا بعض الطيبين من أبناء هذا الوطن إلى التأكيد على أن المصريين لا تظهر قدراتهم وبراعتهم إلا تحت الضغوط والأزمات.

 

وزير «الباور بوينت» يرتدي عباءة طه حسين

 

وهناك رأي آخر لا بد من طرحه في هذه المسألة، وقد يرفضه البعض، ولكن الشواهد تؤكده.. وإليكم الرأي، ثم ما يؤيده من شواهد، أما الرأي فهو أن المصريين بطبيعتهم أقوياء مبدعون، وأصحاب قدرات مميزة في كل الأحوال والأوقات.

 

ومما يدل على ذلك أن العقول المميزة حين تذهب إلى الدول المتقدمة سرعان ما تنبغ وتتفوق على أقرانها في أجواء هادئة بدون ضغوط أو ظروف قاسية، وهو عكس الرأي السائد، ولا يستقيم القول بأن المصريين لا يتميزون إلا حين تتوافر الإمكانيات وفي ذات الوقت تحت ضغوط، بينما لا يتمزون في الظروف الطبيعية.

 

متى تحررون المشروعات التعليمية؟

 

وقد يتساءل البعض إذن عن سبب عدم تميز المصريين في الظروف الطبيعية، والإجابة على ذلك هي التفسير الوحيد لمعاناة المصريين على مَر الزمان، أما حالة السفر للخارج وتوافر الإمكانيات والتقدير والرعاية فلا تحتاج لشرح أو تبرير.

 

أما حالة الضغوط والطوارئ والأزمات فإن من يتصدر المشهد هم أولئك الجنود المجهولون في الصف الثاني، بجوار القيادات ويعملون بدافع الإنتماء والحب والرغبة في البذل والعطاء، فهم أصحاب الخبرة والكفاءة والمؤهلات الحقيقية، ولكنهم كانوا على «الرف» لحين الحاجة إليهم.

 

خطاب مفتوح إلى الرئيس

 

وهنا يظهر السبب الرئيسي لما نحن فيه من أزمات وكوارث ونكبات، إنه سوء الإختيار رغم وجود الكفاءات، ولا شك أن المتابع للموقف الحالي أدرك ببساطة أن طارق شوقي، وزير التربية والتعليم لم يكن له من الأمر شيئ سوى إصدار القرارات التنفيذية.

 

فلم نجد فى مقدمة شهداء مكافحة «فيروس كورونا» سوى لواءين من الجيش، وليس ذلك قدحًا في العاملين بوزارتي التعليم أو الصحة بل هو مطالبة باختيار من يصلح لإدارة أمور كل وزارة دون مجاملات أو اعتبارات غير الصالح العام.

 

وما نرجوه الآن هو توحيد الجهود للخروج من آزمة «فيروس كورونا»، ثم إعادة النظر فيمن يصلح لتولي المناصب القيادية دون التشكيك في طباع المصريين.. وللحديث بقية

الجريدة الرسمية