تأجيل الدراسة ليس عيبا!
سارع إعلام الشر بنشر أنباء بعد أنباء تؤكد تأجيل الدراسة في مصر، فسارعنا لنفي بعد نفي لأنباء الإعلام الشرير.. وكان النفي صحيحا في حينه.. وربما صحيح حتى اللحظة.. لكن ليس معنى ذلك أن نتخذ الموقف المناقض والمعاكس لإعلام الشر إلى ما لا نهاية لمجرد مخالفته والرد عليه وتكذيبه!
أكثر من خمسين ألف مدرسة بمصر تضم ملايين التلاميذ والطلبه، وبالتالي نكون أمام أكبر كتلة منتظمة على الالتحام يوميا، وهذا يشكل خطورة في حالة لا قدر الله زاد انتشار "كورونا" أكثر من ذلك، وفي ظل تعامل جيد جدا من وزارة الصحة مع المرض فربما نحتاج لأن نكون داعمين لجهودها، وليس عبئا عليها كمؤسسات أخرى وكشعب..
اقرأ أيضا: كورونا ومصر و3 دول
ويكون التناغم بين كل مؤسسات الدولة مطلوبا وخصوصا أننا نستقبل النصف الثاني من شهر مارس أي تقريبا في نهايات المناهج المدرسية ولا نحتاج إلا لأسابيع وخلالها إما أن يكتشف العالم علاج أو مصل فعال ضد "كورونا" أو تكون الطبيعة هي الحل بارتفاع حرارة الطقس وتبدل المناخ، وتتكفل سخونة الجو في التعامل مع الفيروس وقتله أو التقليل من تأثيره!
اقرأ أيضا: خطة شعبية عاجلة لـ "انتظار" "كورونا"!
وستكون أقل الأضرار هي وقف أو إرجاء الاستمرار في الدراسة.. وكما كان قرار وزير التعليم الدكتور طارق شوقي باستمرار الدراسة صحيحا في حينه وكان الإصرار عليه حرصا على مصالح تلاميذ وطلاب مصر وسيكون أيضا قراره ـ لا قدر الله وانتشر المرض في مصر أكثر من ذلك ـ نقول إنه سيكون أيضا من أجل أبنائه تلاميذ وطلاب مصر دون أن يعني ذلك أي ارتباك في مواجهة المرض، ولا يعني انتشاره أو تحوله إلى وباء، ولا يعني قرارا وتدابير لمزيد من الحذر والاحتياط والاطمئنان!
اقرأ أيضا: "إسرائيل" في السودان!
دول عديدة أجلت عبادات وأغلقت دور عبادة وألغت مؤتمرات وزيارات ودوريات رياضية.. وبالتالي لا نحتاج إلا للمرونة في القرار.. وليس عنادا مع إعلام الشر الذي يريد أصلا أن يجبرنا علي اتخاذ القرار الخاطئ في كل المجالات، وسيكون ضدنا في كل الأحوال.. حتي لو فعلنا غدا ما ينتقده ويهاجمه اليوم!
لا نطالب بإعلان تأجيل الدراسة فورا، وإنما بالإعلان أن القرار بهذا الشأن ستحدده الظروف وبما فيه المصلحة العامة..