رئيس التحرير
عصام كامل

الأزمة في النخب والصفوة، علي جمعة يكشف سر كثرة تعرضنا للفتن

الدكتور علي جمعة،
الدكتور علي جمعة، فيتو

كشف الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، عن سر الفتن التي تحيط بنا ونتعرض لها هذا الأيام، مؤكدًا أن سبب كثرة التعرض للفتن يعود إلى التلاعب في الألفاظ والاستخفاف بأمر الطعام، وتقديم الإنجاز على الأخلاق. 

سر كثرة الفتن في العصر الحالي

وأشار الدكتور علي جمعة إلى أنه في سبيل الخروج من كثرة الفتن التي نتعرض لها، فإننا نبحث عن النخبة، وهم أهل الذكر كما أكد ذلك الله سبحانه وتعالى، حيث أمرنا الله بأن تكون لنا نخبة، التي قد تكون طاغية أو صاغية، مؤكدًا أننا استبدلنا النخبة الطاغية بالصاغية.

وقال الدكتور علي جمعة عن الخروج من الفتن: "في محاولة للبحث عن المخرج من الفتن التي تحيط بنا، والتي أرى أن سببها الأساسي البعد عن مراد الله في التلاعب بالألفاظ، والاستخفاف بأمر الطعام، ومعاجزة الله في آياته وكونه، وتقديم الإنجاز على الأخلاق."

وعن النخبة قال علي جمعة: "نبحث عن النخبة كمحاولة للخروج من الفتن، تلك النخبة التي أرشدنا الله للاستفادة من خبرتها فقال تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)، فالله تعالى أمرنا أن تكون لنا نخبة، فضيعنا النخبة، والنخبة قد تكون طاغية، وقد تكون صاغية".

وعن النخبة الطاغية والصاغية قال علي جمعة: "أما الطاغية، فالتي تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف وتتجبر في الأرض وتكفر بالله رب العالمين، وأما الصاغية فالتي صغت قلوبها لذكر الله لا تريد علوا في الأرض ولا فسادا"

استبدلنا النخبة الطاغية بالصاغية  

وأوضح علي جمعة "لقد استبدلنا بالصاغية الطاغية، أهلكنا الصاغية وأخرناهم عن القيادة، وعن العمل في الحياة الدنيا، وقدمنا الطاغية ثم بعد ذلك اختلط الحابل بالنابل، فلا الطاغية بقت ولا الصاغية حلت محلها وأصبح الناس شذر مذر لا ملأ لهم ولا أهل ذكر يرجعون إليهم ويلتقون حولهم."

وأكد علي جمعة "أن هذا بدعوى الشعبية والديمقراطية، وأن العصر هو عصر تلك السمات التي تخالف سنن الله في خلقه،  ولا يقوم بها المجتمع ولا تستقر بها نفس، فالتساوي المطلق الذي تدعو إليه الديمقراطية، هو أحد إفرازات النسبية المطلقة، وهو أمر مرفوض."
وأضاف علي جمعة "أن القضاء على النخبة والدعوة إلى التساوي المطلق، قد تتضمن في طياتها هلاك العالم"

وقال علي جمعة: "وجود النخب والصفوة يؤدي إلى حل المشكلات، وإلى الأمن والاستقرار بين الناس، وهناك تيار يتبنى اقتلاع النخبة والقضاء على الصفوة، غير مدركين أن الصفوة إذا ذهبت ذهب معها الأمن والاستقرار والتقدم، وأدت إلى الحيرة والاضطراب." 

وأوضح علي جمعة أن "هذا التيار الذي يدعونا لإذابة النخبة، وأن نكون كلنا نتكلم في كل التخصصات، ودعوى أحقية كل الناس أن يكونوا متخصصين بغير علم، وكأنهم يريدون أن نكون كلنا أطباء، وكلنا فقهاء، وكلنا فلكيين."

خطورة إذابة النخبة والتخلص منها

وأضاف علي جمعة: "فإن ما يدعونا إليه غير متصور، وغير مفهوم فضلا عن أن يكون موجود، ورغم عدم إمكانية تطبيق هذا الهراء إلا أن هذه الدعوى تسببت في عدم احترام النخبة، والاستخفاف بهم، والنظر إلى وظيفتهم على أنها وظيفة لا قيمة لها، ولا أدري في مصلحة من ما يحدث ؟ إني لا أرى فيه مصلحة إلا لمن يسعون لإضعافنا وتهميشنا من مسيرة الحضارة الإنسانية الحديثة".

وأشار علي جمعة إلى أنه "تبين مدى خطورة إذابة النخبة والتخلص منها، والدعوى إلى الشعبية والتساوي المطلق، الذي هو أحد إفرازات النسبية المطلقة، ولكننا فعلا وقعنا في تحطيم النخبة، وينبغي علينا أن نعمل على إعادتهم مرة أخرى."

وقال علي جمعة "اتضح أن هذه الدعوى لا تعتمد على تجربة بشرية مستقرة، فهم يدعونا إلى شيء جديد لا نعرف ملامحه ولا إلى أي طريق يقودنا إليه، وما النتائج أو المصائب التي ستترتب عليه، وذلك أنه مخالف لسنة الله في كونه، من أنه سبحانه فضل بعض الأزمان على بعض، وفضل بعض الأماكن على بعض، وفضل بعض الأشخاص على بعض، وفضل بعض الأحوال على بعض، وجعل من هذا التباين سببًا لدفع الناس، وتعارفهم، ولعمارة الأرض، ولحراكهم عبر حركة التاريخ".

إنشاء أهل الذكر واجب علينا كأمة

وقال علي جمعة: "إنشاء أهل الذكر واجب علينا كأمة، وعودتهم مرة أخرى للقيادة وللملأية ولأن يكونوا نخبة الناس أمر حتمي لرقي البلاد والعباد، والنخبة لا علاقة لها بعرق ولا جنس ولا علاقة لها إلا بالعلم والخبرة والصلاح والإصلاح، فالشرع جعل للصلاة إمامًا واحدًا، وأرشد أن يلي هذا الإمام في الصلاة أصحاب العقول الراجحة وأهل الصلاح والإصلاح، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا عليهم أحدهم) [رواه أبو داود في سننه]

وأكد علي جمعة أنه "بعث في السنة الثامنة من الهجرة عتاب بن أسيد، وفي التاسعة أبا بكر. وخرج بنفسه في العاشرة، وكان إذا خرج في بعث أو سرية خلف أحدًا من أصحابه من بعده على الناس في المدينة، فخلف ابن أم مكتوم لينوب عنه صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة."

وأوضح "علمنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن نحترم النخبة، وأن نحافظ عليها، وعلمنا كيف نوجدها، فهي توجد بالعلم والكفاءة والصلاح، فليس لأبيض على أسود ولا لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى".
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية