"إسرائيل" في السودان!
لم تعد إسرائيل فقط في أفريقيا بسبب انتكاسة الغياب المصري عن قارتنا عبر أربعين عاما لم تكن السياسة الخارجية المصرية ترى فيها إلا التنسيق مع السياسة الخارجية الأمريكية بالمنطقة، ولا حتي في أثيوبيا لتشيد علاقات جيدة مع أحد محددات الأمن القومي المصري.. بل أصبحت في السودان العربي الذي وكما يقولون "الباب في الباب"!
كان الرد الدائم على أي انتقادات بإعادة دولة لعلاقاتها بإسرائيل هو "إنكم أنتم أنفسكم لكم علاقات مع إسرائيل فلماذا تلومون غيركم"، وكان الرد "بيننا حروب ومعارك وقتال وهناك مبرر للاتفاق علي وقف ذلك والتفاهم علي اتفاق مربح للطرفين.. لكن ما يجبركم أنتم"! عند هنا نتوقف.. لأن الإجابة هي "المصالح!
وعند المصالح نتوقف أيضا.. إذ إن حددنا مصالح الدول التي تعيد علاقتها مع إسرائيل بل وتنميها من خلال تعاون واتفاقيات ومعاهدات فعلينا أيضا أن نسأل عن مصلحة إسرائيل في ذلك.. إن كانت تقدم تكنولوجيا ودعم تكنولوجي وعسكري واقتصادي.. فما الذي ستربحه؟
اقرأ أيضا: مصر و3 أزمات..محاولة للفهم!
هل فقط اعتبارات أن اسرائيل سوق كبير لتصريف منتجاتها؟ إذن وأين سيصرف السوق المصري منتجاته؟ هل تعاون متبادل في مجالات الري والزراعة؟ وأين ومع من إذن ستتعاون مصر في المجالات ذاتها؟!
بالطبع الأسئلة عديدة ومنها ما هو أخطر.. إلا أنها تظهر أن الجهد الأسطوري لاسترداد المكانة المصرية في أفريقيا على كافة المسارات والذي يبذله الرئيس السيسي منذ توليه المسئولية ليس فقط يحتاج إلى استمراره والمزيد منه، بل أيضا يواجه من الآخرين خصوصا أن عرفنا أن لقاء الفريق البرهان مع نتنياهو في أوغندا تم بعد وساطة وتدخل من دول أخرى بينها الولايات المتحدة الأمريكية !
اقرأ أيضا: اعتزال العملاء!
لا يعني كلامنا طبعا أن السودان سيسمح بأعمال ضد مصر ولا نعرف حتى تداعيات اللقاء علي الداخل السوداني، لكن يكفي أن نقول إن نتنياهو كان في أوغندا ليصنع علاقات مع السودان، وهو كل يوم في بلد أفريقي التي كانت يوما دول وكساحات ذات تواجد أحادي .. مصر وحدها!
أعان الله الرئيس السيسي.. ومهام شاقة لتركة ثقيلة.. وسامح الله من فرط في أمننا القومي ومصالحنا العليا إلى هذا الحد، ولم يزل البعض يصفهم بالحكمة وبعد النظر!