رئيس التحرير
عصام كامل

أخطاء الإعلام والصحافة!

أخطاء الإعلام والصحافة يدفع ثمنها الدولة والمجتمع وأيضاً الأفراد العاديون، وهو ما تحاول الدولة الآن إصلاحه مهنياً وأخلاقياً بشتى السبل، ولعل العنف الذي ابتلينا به وهبوط الفن لأدنى درجاته وتدهور الأخلاق هو نتاج عوامل عديدة، يتصدرها غياب دور الأسرة وضعف المؤسسة التعليمية وتراجع دور المؤسسة الدينية..

 

والأخطر تغذية الإعلام وخصوصاً الأعمال الدرامية والسينمائية والغنائية بعضها أو أغلبها لقيم الاستهلاك النهم، والعنف والغرائز والابتذال والأغاني الهابطة، التي تذكر أخيراً نقيب الموسيقيين هاني شاكر أن هناك أصواتاً هابطة فأصدر قراراً بوقف أغاني المهرجانات.

 

اقرأ ايضا: عبدالقادر شهيب.. و"السرطان" (2)

 

السلوكيات الخاطئة غريبة على مجتمعاتنا حقاً، وقد تفاقمت بعد أحداث يناير 2011 وكأنها تمت بفعل فاعل للنيل من استقرار مصر، وتغييب وعي شبابها وأجيالها الجديدة؛ فظهرت الأغاني الخليعة والمبتذلة والنفاق والإهمال وانتشرت الشائعات واغتيال سمعة الأبرياء..

 

ولا يمكن أن نبريء وسائل التواصل الاجتماعي ولا برامج التوك شو والأعمال الدرامية الهابطة مما يجري، فقد تضافرت كلها واتحدت لتشكل واقعاً غريباً عن مصر، وبدلاً من أن تتنادى الضمائر الحية والقوى الفاعلة في المجتمع لمجابهة هذا التردي، تغافلت عن خطورة ترك مثل هذه الصورة المغلوطة تترسخ عن مصر في الأذهان، ويجري تصديرها في الخارج حتى سرى اعتقاد خاطيء أن مصر هي تلك التي نراها في الأعمال الفنية وبرامج التوك شو والأغاني الهابطة والمسيئة.

 

اقرأ ايضا: الأسرة المصرية التي غابت!

 

والسؤال : أما آن للدولة أن تتدخل ليس بالمنع والحظر، بل بإنتاج أعمال هادفة تمحو ما علق في الأذهان من خطايا، في ظل غيبتها عن سوق الدراما والبرامج الإعلامية المختلفة التي تشكل وعي وشخصية الأجيال الحاضرة والقادمة في بلادنا..

 

قد يقول قائل إن الدولة بدأت بالفعل في ذلك.. وستظهر بشائر عودتها في رمضان المقبل.. وهنا يتبادر سؤال: هل هو تدخل مدروس واستراتيجي بعيد المدى أم إجرائي ومجرد رد فعل انفعالي؟!

 

اقرأ ايضا: حتى تتراجع حوادث الطرق الدامية!

 

هل اجتمعت الجهات المعنية بصياغة الوجدان والعقل الجمعي والضمير والشخصية المصرية لتعمل في تناغم وتكامل، أم هي تحركات فردية ورؤية أحادية قد تجد طريقها إلى التأثير المحدود، دون علاج فعال للظواهر السلبية شديدة التأثير والتدمير لأجيالنا الجديدة؟

 

الجريدة الرسمية