الأسرة المصرية التي غابت!
الأسرة المصرية هي المسئول الأول عن تشكيل شخصية الطفل عقلياً وجسمانياً وأخلاقياً واجتماعياً ومن ثم يأتي التفكك الأسري كأحد أهم أسباب شيوع سلوك العنف، يليه التدليل الزائد من الوالدين لأبنائهما ثم تأتي المدرسة كمؤسسة اجتماعية ثانية لتنهض بدور مهم في تنشئة الأطفال وتكمل دور الأسرة في إحداث التكامل في الشخصية تربوياً ونفسياً واجتماعياً وتعليمياً.
ولوسائل الإعلام دور بارز في تنامي ظاهرة العنف خاصة لدى المراهقين؛ فالأعمال الدرامية عندما تقدم مثلاً شخصية تنتهج سلوكيات خاطئة كالعنف فإن الأطفال ينجذبون إليها ويقلدونها في حياتهم اليومية، وهكذا تؤثر وسائل الإعلام تأثيراً بالغاً في انتشار الجريمة وتقليد السلوك العنيف، وقد تبالغ فيما تنشره من أخبار حول العنف.
اقرأ أيضا: تفاءلوا بالخير تجدوه
الأمر الذي يظهره كسلوك عادي ومقبول، وقد تصور المجرمون أحياناً وكأنهم يقومون بأعمال بطولية خارقة، وهو ما يجعل الأطفال يتخذون منهم قدوة في حياتهم؛ ومن ثم فإن الوقاية من العنف تتطلب إيقاظ الشعور الديني لدى النشء وعدم الاعتداء على حقوق الآخرين؛ فالعقيدة الإيمانية ذات تأثير كبير يحد من انتشار سلوكيات العنف، ذلك أن غايتها بناء الإنسان وتربيته على الأخلاقيات الرشيدة والسلوك القويم الذي يتسم بالرفق والرحمة.
للأسرة والمدرسة والإعلام دور إيجابي في الوقاية من سلوك العنف لاسيما إذا ما قام التليفزيون ببث برامج وأعمال هادفة تكرس للقيم الإسلامية الرفيعة مثل الإيثار والتسامح والتعاون، وتنفر من العنف وآثاره الكارثية على الفرد والمجتمع وتؤكد أن الاعتداء على حقوق الإنسان وروحه حرام سواء أكان هذا الإنسان مسلماً أو غير مسلم .
اقرأ أيضا: وكانت للهدم والتفكيك
ينبغي للأعمال الدرامية أن تسارع لتعويض غياب دور الأسرة والمدرسة، وأن تقدم مادة درامية تحرض على نبذ السلوكيات الفاسدة والشاذة في مجتمعاتنا، كتعاطي المخدرات وإشاعة البلطجة والفوضى في الشوارع، وأن تتحاشى لغة الحوار الهابط وتبغض الانفلات الأخلاقي بحسبان هذه الظواهر هي الأخطر على أجيالنا الجديدة والتي يترتب عليها ظواهر أخرى تسهم في انتشار الجريمة والتفكك الأسري وكلها آفات غريبة على الشارع المصري.
ولعلي أتساءل هنا: كيف تراجع أصحاب حضارة قوامها مكارم الأخلاق إلى ما هم عليه اليوم من انحطاط وتدنٍ ..أين صفوة المجتمع وضميره الحي مما يجري..لماذا تخلت عن دورها في التوعية والتنبيه لمواطن الخلل ومواضع القصور حتى باتت الأخطاء خطايا.
