عبدالقادر شهيب.. و"السرطان" (2)
الكلام ما زال لـ عبدالقادر شهيب: كتابي "أنا والسرطان.. معركة جديدة".. ليس مذكرات مريض سرطان إنما هو مزيج بين الخاص والعام؛ أي يتناول شواغلنا العامة سواء الراهنة أو التاريخية، جنبا إلى جنب، تجربتي مع هذا المرض اللعين والتي أحمد الله أنني بقيت خلالها محتفظا بهدوئي وتماسكي وممارسة حياتي بشكل طبيعي.
يضيف المؤلف: رغم أنني تلقيت نبأ إصابتي بالسرطان بكل الهدوء والثبات إلا أنني لم أمنع نفسي وقتها من التفكير في الموت الذي وجدته يقترب مني أكثر، وسبق أن حرمني من أحباء كثر؛ في البداية أمي وأنا طفل صغير، ثم أبي وأنا في ريعان الشباب، وشقيق لي وأنا مطارد بعد انتفاضة يناير 1977، ثم رفيقة العمر في عمر يحتاج المرء أكثر إلى الرفقة التي ألفها بعد صراع مع مرض السرطان ثم شقيقتي بعد إصابتها بالمرض ذاته.
اقرأ أيضا
وكان سبب هدوئي أنني عرفت مصادفة وجود ورم في المثانة قمت باستئصاله في عملية بالمنظار، وبالطبع كان ثمة احتمال أن يكون هذا الورم سرطانيا، وهو ما أثبته بالفعل التحليل الباثولوجي لعينة من هذا الورم، وهيأت نفسي منذ اكتشافه مصادفة لهذا الاحتمال؛ فأنا تعودت دوما في حياتي على توقع أسوأ الاحتمالات لأحمي نفسي من الصدمات..
وعندما علمت بنتيجة التحليل الذي أصاب مثانتي كان طبيعياً أن أفكر وقتها في الموت رغم أن صديقاً لي وهو الدكتور محمد شرف أبلغني بنتيجة التحليل مؤكدا أن العلاج سهل ويسير، لكن تبين أن السرطان الذي أصاب المثانة من النوع الأشد قسوة.
اقرأ أيضا
فكرت في الموت من جديد؛ لأن مرض السرطان ارتبط في ذهني كما في أذهان كثيرين غيري بأنه مرض مميت رغم تعدد أنواع العلاج ما بين جراحي وكيماوي وإشعاعي ومناعي وهرموني وبيولوجي وزرع خلايا جذعية، وأنواع أخرى ظهرت مؤخراً، كالوخز بالإبر والتنويم المغناطيسي، والتدليك، واتباع نظام غذائي يحظر تناول أغذية معينة مثل السكريات والنشويات.