لا نريدها.. مغلقة!
لا يفارقنى إحساس قاس بالآسي، كلما حضرت ندوة تقام بأحد الصالونات الثقافية، وتطرح قضية هامة تفرض نفسها على المواطنين، وصناع القرار، دون أن تكون لها مردود عملى يترجم من جانب المسئولين في الدولة إلى اجراءات محددة تسهل حياة الناس.
مشكلات عديدة تطرح يعرضها خبراء على مستوى عالى ويقدمون عصارة خبرتهم وعلمهم سواء في البحث عن جذورها، أو تقديم الحلول الناجحة، دون أن تجد صداها سواء على مستوى المواطنين، أو أجهزة الدولة.. التي من المفترض أن تكون معنية بهموم مواطنيها وما يواجههم من مشكلات في حياتهم اليومية، أو من عدم وضوح الرؤى في القضايا القومية التي تؤثر على مستقبل الابناء.. والاحفاد.
اقرأ أيضا: لا نريد "عز" جديدا!
أحرص منذ فترة طويلة على حضور صالون جمال الدين "الثقافى" الذي يستضيفه الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم والتعليم العالى الأسبق ويحمل اللقاء الأخير في الأسبوع الماضى الرقم 27 من اللقاءات الشهرية، تناول في حلقاته الماضية معظم القضايا التي تشغل الرأى العام سواء ما يتعلق بالتعليم أو البحث العلمى، الصحة، السكان، الصحافة والإعلام، سلوك المصريين، التغييرات المناخية، سلامة المواطنين في وسائل النقل، إعلاء دولة القانون، الحفاظ على حقوق مصر في نهر النيل، والقائمة تطول.
اقرأ أيضا: عندما يتكلم.. البابا!
ما يزعجنى حقا أن تلك المناقشات الخصبة وما تقدمه من حلول يتوقف عند حدود الأعضاء، وقد تجاوز عددهم المئات، ولا شك أنهم استفادوا، ويستفيدون من المشاركة.
كنت أطمح أن تصل الحوارات إلى الناس في الشارع وإلى المسئولين في الدولة، وهذه ليست مسئولية صاحب الصالون الذي يبذل جهودا جبارة سواء في الإعداد والتنظيم أو اختيار القضايا محل الاهتمام، والخبراء الذين سيتناولونها.
اقرأ أيضا: ليست قضية قرية الصحفيين
ويجب أن يشارك أعضاء الصالون في البحث عن أساليب جديدة لتحقيق هذا الهدف.. ومنها وسائل التواصل الاجتماعى، وقد أخبرنى الدكتور محمد كمال أن صالون آخر استخدمها وحصل على عشرة آلاف مداخلة في ساعة واحدة، اخشى أن تبعدنى تلك القضية عن ذكر أننى استمتعت بما دار في الندوة الأخيرة الخميس الماضى، وكانت بعنوان "صفقة ترامب المخاطر الفرص والمحاذير"..
تحدث فيها ثلاث من أهم الخبراء في العلاقات العربية الأمريكية الإسرائيلية وهم اللواء أسامة المندوه وكيل أول المخابرات العامة وقنصل مصر العام في إسرائيل سابقا، والأستاذ الدكتور محمد كمال عميد معهد العلوم السياسية بجامعة الدول العربية، والزميل أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام والأهرام العربى وقدم كل منهم معلومات جديدة وشديدة الأهمية لو وصلت للناس - والمسئولين.