لا نريد "عز" جديدا!
لا يخامرنى أدنى شك، بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يكن معنيا برجال الأعمال الذين يحرصون على متابعته خلال سفرياته العديدة إلى الدول الأجنبية. عادة يكون جدول الرئيس متخما بالقضايا التي يبحثها واللقاءات التي يعقدها والاتفاقيات التي يبرمها، وهى أمور يتم الإعداد لها من خلال الدولة المصرية قبل شهور من إتمام الزيارة.
وعندما يحرص أحد رجال الأعمال أو بعضهم على ملاحقة الرئيس خلال زياراته الخارجية.. فلابد أن تكون لديهم أهداف محددة تخص مشروعاتهم الاقتصادية وليس من أجل الدعاية لمصر. لذلك ما كان يجب أن تستغل تلك المبادرات الخاصة، في الدعاية الانتخابية لأحد المرشحين لعضوية مجلس النواب.. بما يوحى بأنه يحظى دون سواه من المرشحين الآخرين بدعم الدولة.
اقرأ أيضا : صحوة في الوقت الضائع
المطلوب من المرشح أن يقدم برنامجه الانتخابى للمواطنين، وما يستطيع أن يقدمه لأبناء دائرته.. ومشروعات القوانين التي ينوى تقديمها في حالة فوزه في المعركة الانتخابية، وليس لدى اعتراض على رجال الأعمال الكبار الذين يسعون لخوض معركة الانتخابات لعضوية مجلس النواب مادامت توفرت لهم الشروط اللازمة وأن يتم الالتزام بالقواعد المنظمة للانتخابات.. وتطبق على جميع المرشحين سواء كانوا من أصحاب الملايين أو المواطنين من غيرهم.
وأخشى ما أخشاه أن تمارس لعبة الرشاوى الانتخابية التي تغرى العديد من المواطنين الذين يعانون ظروفا اقتصادية صعبة، إلى قبول ذل بيع أصواتهم الانتخابية لمن يدفع. والذين يقدرون على الدفع في هذه الأحوال هم من يملكون الملايين، وبذلك تنعدم المنافسة المشروعة بينهم وبين الآخرين.
واقرأ أيضا : ليست مكافأة عن نهاية الخدمة!
وأخشى أيضا أن يتوهم البعض أن للدولة "حزب رسمى" مثل الحزب الوطنى القديم الذي قاد البلاد إلى الخراب، وأن من يحظى بمباركة الحزب يضمن الفوز.. وأتمنى ألا يكون هذا صحيحا.. أرجوكم لا نريد إعادة تجربة "عز" المريرة.