عندما يتكلم.. البابا!
والحديث مع قداسة البابا "تواضروس" لا يهم الإخوة الأقباط وحدهم، إنما يهم جميع المصريين، خاصة عندما يكون أحد محاوره عن الوحدة الوطنية، التي هي أغلى ما في حياة المصريين. نجح الإعلامي شريف عامر أن يستخرج من الرجل الذي عرف بأنه "مقل" في ظهوره الإعلامي، وفى المرات القليلة التي التقى خلالها إعلاميين حرص أن تكون ردوده على أسئلتهم موجزة جدا..
تكلم البابا على راحته وأشار للمرة الأولى عن وجود معارضين لقراراته بين المصريين الأقباط، ومنهم أيضا من ينتقدها، وفريق ثالث تنقصه المعلومات التي تمكنه من الحكم عليها.. وأنه "بابا" للجميع حتى للمشاغبيين منهم. اقترب المحاور من إثارة تلك القضية بذكاء شديد، فالرجل كان لا يتحدث عن المعارضين خاصة من العلمانيين، وكان يردد دائما إنه ليس لدينا هذا المفهوم داخل الكنيسة.
اقرأ ايضا: ليست مكافأة عن نهاية الخدمة!
يذكر للبابا أنه كان هناك استبعاد للمواطن القبطى في وقت سابق ولكن الميزان اعتدل، وأصبح التعامل يتم على أساس المواطنة، وسواء من كان يتفق مع هذا الرأى، أو يختلف، فإن هذه قناعة الرجل ولا يخفيها. يقول البابا إنه لا يتأخر عن القيام بأى دور لصالح مصر التي يعشقها وفيها "اكتر من حاجة حلوة"، والرجل يحمل الشعب المصرى في قلبه في كل بلد يزورها.. ومع كل سفير يلتقى به، وداخل الكنيسة من يرى أن عليه أن يحمل شعب الكنيسة وحده في قلبه.. وما أكثر المؤسسات التي تدافع عن السياسة المصرية.
اقرأ ايضا: صحفيون.. ورقباء
لا يخفى الرجل إعجابه بالرئيس عبد الفتاح السيسي.. ويتفق مع المؤرخين الذين أكدوا أنه أفضل حاكم لمصر بعد محمد على، ويؤكد أن زيارة الرئيس للكاتدرائية في مناسبة عيد الميلاد لها أكثر من معنى.. وتأثير عميق.
اقترب المشاهد من خلال "الحوار" المتميز من البابا الإنسان وما يفرحه وما يحزنه، والموسيقى التي يستمع إليها، وصوت فيروز.. وكتب إحسان عبد القدوس وطه حسين ونجيب محفوظ، ويشير إلى أنه لا خوف على الوحدة الوطنية التي يحميها نهر النيل عبر التاريخ. مجرد هامش على حوار كان كاشفا لرؤى قيادة دينية لا تتكلم كثيرا!