رئيس التحرير
عصام كامل

حكايات فيروزية.. كامل الأوصاف أغنية جارة القمر قبل العندليب (6-15)

فيتو

«جارة القمر.. هي الأغنية التي تنسى دائمًا أن تكبر، هي التي تجعل الصحراء أصغر، وتجعل القمر أكبر».. تلك كانت كلمات الشاعر الكبير الراحل محمود درويش في مدح فيروز.


ذلك الصوت الذي لا يكتمل صباح مواطن عربي إلا بسماعه، ولا ينتظم الشتاء إلا بدفء ألحانه، ولا تحلو قهوة الصباح إلا باصطحاب ذكريات أغنياتها وجدائل الطفولة.. ولأنها أسطورة غنائية لا يمكن تكرارها، تمتلك في حياتها خزائن من القصص والمواقف الغائبة عن ذهن محبيها.

وفي «حكايات فيروزية» تستعرض «فيتو» على مدى 15 حلقة نسائم من قصص فيروز وعلاقاتها ومواقف عابرة في حياتها شكلتها.

الحلقة السادسة: (فيروز والموجي)
رغم الألحان المميزة التي كانت تصنع خصيصا لفيروز، كانت جارة القمر تعشق ألحان الملحن المصري الراحل محمد الموجى، وكانت دائمًا ماتصرح بعشقها واحترامها الكبير لألحانه.

شاهد أيضًا: الحلقة الأولى من "حكايات فيروزية" قصة "كيفك انت"

وفي إحدى زيارات الموجي لبيروت كان يحمل معه موشح لشاعر يدعى مجدي نجيب، يقول الموشح: "كامل الأوصاف فتنى، والعيون السود خدونى.. من هواهم رحت أغنى، آه ياعين آه ياليل.. العيون السود رموشهم ليل بيحلم باللى غايب، العيون السود خدونى آه ياقلبى يااللى دايب".

شاهد أيضًا: الحلقة الثانية من "حكايات فيروزية" قصة فيروز مع ع هدير البوسطة

وعقب سماع فيروز للحن والكلمات من الموجي، قررت أن تغنيها في حفلاتها، فعاد الموجي إلى مصر طربًا من الفرح لأنه كان يتمنى أن تغنى فيروز اللحن، ولكنه كتم الخبر ولم يعلنه في مصر خاصة لعبد الحليم حافظ (العندليب)، حيث كان حليم هو من أعطى الموشح للموجي في الأصل لتلحينه، ولكن عندما كان يلحن الموجي الموشح، لم يستطع أن يرى في اللحن سوى صوت فيروز، وليس حليم، لذا أخفى الخبر عنه حتى لا يغضب.

شاهد أيضًا: الحلقة الثالثة فيروز وحفيدها الغير شرعي

وبعد مرور أيام وشهور لم تغن فيروز الأغنية، ولم يتلق الموجي أي اتصال منها تعتذر فيه عن عدم غناء الأغنية، لذا قرر إعادة الأغنية لصاحبها الأصلي (عبد الحليم).

وظل حلم التلحين لفيروز يرواد قلب الموجي، فبعد عشر سنين كاملة من واقعة أغنية (كامل الأوصاف)، كان يلحن الموجي أغنية جديدة وشعر في نفسه أنها تصلح لصوت فيروز، وكانت تقول الأغنية: "زقزق العصفور صحانى، قمت أنا وناسى وخلانى قمنا شفنا بلدنا عروسة.. عايقة بالحسن الربانى".

الحلقة الرابعة: الألحان المجهولة لجارة الوادي والسنباطي

فعرض الموجي الأغنية على فيروز، ولكن للأسف في تلك الفترة كانت في قمة انشغالها بالعروض المسرحية، فاضطرت لتأجيل غنائها أكثر من مرة.. الأمر الذي اضطر الموجي أن يعطي الأغنية للفنانة أميرة سالم لتغنيها.

ولكن أداء كل من حليم لكامل الأوصاف، وأميرة سالم لزقزق، لم يعجبا الموجي في قرارة قلبه، لذا سجل الأغنيتين بصوته هو، ومن ثم رحل عن عالمنا، ورحلت معه أمنية التلحين لجارة القمر.

شاهد أيضًا: الحلقة الخامسة: قصة أغنية فيروز المكتوبة تحت القصف

الجريدة الرسمية