رئيس التحرير
عصام كامل

«حكايات فيروزية».. قصة فيروز مع «ع هدير البوسطة».. (2-15)

فيتو

"جارة القمر.. هي الأغنية التي تنسى دائمًا أن تكبر، هي التي تجعل الصحراء أصغر، وتجعل القمر أكبر".. تلك كانت كلمات الشاعر الكبير الراحل محمود درويش في مدح فيروز.


ذلك الصوت الذي لا يكتمل صباح مواطن عربي إلا بسماعه، ولا ينتظم الشتاء إلا بدفء ألحانها، ولا تحلو قهوة الصباح إلا بذكريات أغنياتها وجدائل الطفولة.. ولأنها أسطورة غنائية لا يمكن تكرارها، تمتلك في حياتها خزائن من القصص والمواقف الغائبة عن ذهن محبيها.

وفي «حكايات فيروزية» تستعرض «فيتو» على مدى 15 حلقة نسائم من قصص فيروز وعلاقاتها ومواقف عابرة في حياتها شكلتها.

شاهد أيضًا: الحلقة الأولى من "حكايات فيروزية" قصة "كيفك أنت"
http://www.vetogate.com/2420578

"ع هدير البوسطة.. كانت نقلتنا، من ضيعة حملايا على ضيعة تنورين.. وتذكرتك يا عليا.. وتذكرت عيونك.. ويخرب بيت عيونك يا عليا شو حلوين".

هي من الأغنيات الأشهر للسيدة فيروز، على الرغم من أن معظم مواطني الوطن العربي بخلاف اللبنانين، يظنون أن البوسطة المذكورة في الأغنية، تقصد بها فيروز "مبنى البريد".. إلا أن البوسطة هو مصطلح لبناني قديم يطلق على الأتوبيس، وحملايه وتنورين هما قريتان في لبنان.

حكاية الأغنية
كما يظن البعض أيضًا أن الأغنية كانت لفيروز منذ البداية، وهو أمر غير صحيح، حيث ألف الأغنية زياد الرحباني –ابن فيروز- في سبعينيات القرن الماضي، عقب استقلاله عن مؤسسة الرحبانية، وتكوينه لفرقة مسرحية خاصة به قدم من خلالها مجموعة من المسرحيات والأغاني، وكان من ضمنها "ع هدير البوسطة"، التي كان يؤديها الفنان جوزيف صقر.

وعندما استمعت فيروز وعاصي الرحباني إلى الأغنية، أعجبتهما ونالت استحسانهم، فطلب عاصي من ابنه أن تغني فيرو الأغنية في حفلها المقبل بمسارح باريس، فوافق زياد بشرط، أن يدفع والده 500 ليره لقاء شراء الأغنية، قائلا: "انت أبي بس نحنا بحالة حرب".

وعقب غناء فيروز للأغنية، تم تسريع لحنها عن اللحن الأصلي بشكل أزعج زياد، كما اتهمه اللبنانيون هو وفيروز بالتحريض على الخيانة الزوجية، بسبب كوبليه: "فيه واحد هو ومرته ولو شو بشعة مرته، وحياتك كان بيتركها تطلع وحدها ع تنورين.. ولو بيشوفوا عيونك يا عليا شو حلوين".
الجريدة الرسمية