رئيس التحرير
عصام كامل

«حكايات فيروزية».. قصة خوف جارة القمر من «كيفك إنت» (1-15)

فيتو

"جارة القمر.. هي الأغنية التي تنسى دائمًا أن تكبر، هي التي تجعل الصحراء أصغر، وتجعل القمر أكبر"..  تلك كانت كلمات الشاعر الكبير الراحل محمود درويش في مدح فيروز.

ذلك الصوت الذي لا يكتمل صباح مواطن عربي إلا بسماعه، ولا ينتظم الشتاء إلا بدفء ألحانها، ولا تحلو قهوة الصباح إلا باصطحاب ذكريات أغنياتها وجدائل الطفولة.. ولأنها أسطورة غنائية لا يمكن تكرارها، تمتلك في حياتها خزائن من القصص والمواقف الغائبة عن ذهن محبيها.

وفي «حكايات فيروزية» تستعرض «فيتو» على مدى 15 حلقة نسائم من قصص فيروز وعلاقاتها ومواقف عابرة في حياتها شكلتها .

«كيفك إنت.. مالا انت»
"تذكر آخر مرة شفتك سنتها، تذكر وقتا آخر كلمة قلتا، وماعدت شفتا وهلأ شفتا.. كيفك انت مالا انت".. تلك الأغنية التي مرت على أذن أي مستمع لفيروز، فلا يمكن أن تكون أحد مواطني الدول العربية إلا واستمعت لـ"كيفك إنت" ذات صباح.. تلك الأغنية التي بقيت في أدراج فيروز لمدة أربع سنوات متتالية، خوفًا من كلماتها.

ويحكي زياد الرحباني، ابن فيروز، خلال إحدى مقابلاته الإعلامية، أن أغنية "كيفك إنت" بقيت في "الدرج" لمدة 4 سنوات قبل أن تقرر فيروز تقديمها.

فيقول: "زرتها في منزلها بمنطقة الروشة المطلة على البحر، وكانت الدنيا شتاء، والكهرباء مقطوعة، وأعطيتها شريط الكاسيت الذي سجلت عليه الأغنية لتستمع إليها، فردت بأنها ستفعل ذلك لاحقًا، فالكهرباء مقطوعة، لكني أصريت على أن تستمع إليها في وجودي، فأحست هي بأني أرغب بالبقاء لإقناعها بها، وبعد أن استمعت إليها على مسجل يعمل بالبطارية كنت قد جلبته معي.. صمتت، فعلمت بأنها أحبّت فيها شيئًا ما، وسألتني ماذا سنفعل بهذه الأغنية؟ فقلت ستغنيها، فقالت متسائلة: بهذا الكلام؟ فأومأت بالإيجاب".

ويكمل: "بقيت الأغنية في درجها 4 أعوام، لأنها كانت قلقة من عبارة «ملا إنت» التي تعني التغزل بالرجل المقابل، وفيها نوع من الجرأة".

واعترف زياد بأنها كانت محقة في قلقها لأن هذه العبارة كانت محل نقد شديد عندما صدرت الأغنية، ولكنه يدافع عن الألبوم، ويقول إنه حقق في حينها نسبة مبيعات عالية، مما يدل على أن الجمهور تقبله ولم يرفضه، ربما كان هناك انقسام حوله، ولكن لم يكن هناك رفض عام، ورغم النقد، إلا أن الأغنية باتت أساسية في برنامج حفلاتها.
الجريدة الرسمية