رئيس التحرير
عصام كامل

«حكايات فيروزية» قصة أغنية فيروز المكتوبة تحت قصف بيروت (5-15)

فيتو

«جارة القمر.. هي الأغنية التي تنسى دائمًا أن تكبر، هي التي تجعل الصحراء أصغر، وتجعل القمر أكبر».. تلك كانت كلمات الشاعر الكبير الراحل محمود درويش في مدح فيروز.


ذلك الصوت الذي لا يكتمل صباح مواطن عربي إلا بسماعه، ولا يتجمل الشتاء إلا بدفء ألحانها، ولا تحلو قهوة الصباح إلا باصطحاب ذكريات أغنياتها وجدائل الطفولة.. ولأنها أسطورة غنائية لا يمكن تكرارها، تمتلك في حياتها خزائن قصص ومواقف غائبة عن ذهن محبيها.

وفي «حكايات فيروزية» تستعرض «فيتو» على مدى 15 حلقة نسائم من قصص فيروز وعلاقاتها ومواقف عابرة التي شكلتها في حياتها.

شاهد أيضًا: الحلقة الأولى من "حكايات فيروزية" قصة "كيفك انت"

شاهد أيضًا: الحلقة الثانية من "حكايات فيروزية" قصة فيروز مع ع هدير البوسطة

الحلقة الخامسة: أغنية "يا رايح"

في ليلة من ليالي الاجتياح الإسرائيلي لمدينة بيروت اللبنانية عام 1982، كان يجلس في غرفة واحدة كلّ من الشاعر البعلبكي طلال حيدر، الراحل فيلمون وهبي وزياد الرحباني – ابن فيروز-، وكان الثلاثة في غرفة أشبه بالقبو، فيما كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف وبيروت تئن.

شاهد أيضًا: الحلقة الثالثة فيروز وحفيدها الغير شرعي

كان عليهم مقاومة الحرب بأي شكل، فصرخ فيلمون وهبي: "ما فينا نهزمهم بدموعنا.. بس فينا نهزمهم بفرحنا"، فارتجل طلال حيدر الشعر وارتجل فيلمون وهبي اللحن على عوده واشتعل الجميع غناءً ورقصًا.

زياد الرحباني، لم ينسَ في تلك اللحظة أن يدير جهاز التسجيل الذي سجل جميع الأصوات: الخالد منها والزائف، أغنية الباقين وأزيز طائرات العابرين.

الحلقة الرابعة: الألحان المجهولة لجارة الوادي والسنباطي

وفيما بعد، وبعد مرور سنين عديدة، نسي الشاعر كلماته ونسي الملحن لحنه، لكن جهاز التسجيل لم ينس شيئًا، وبقيت الأغنية في أدراج زياد الرحباني نحو عشر سنوات، استعادها بعد أن نقاها من شوائب اللحظة ومنغصاتها، وأعاد توزيعها لتغنيها فيروز لأول مرة في بداية سنوات التسعين، في شريط أهدته إلى الراحل فيلمون وهبي.

"يا رايح" كانت عنوان الشريط، وكانت الأغنية الافتتاحية:

« يا رايح صوب مشرِّقْ / مشرّقْ ما بو ربيعي
راحوا يرعوا غنمهن / والعِشِبْ فوق ضْلوعي»
الجريدة الرسمية