فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

سلاح ترامب يصيبه !

 لن تتضرر كندا والمكسيك والصين وحدها من فرض ترامب تعريفة جمركية تتراوح ما بين 25 و10 في المائة، أمريكا سوف تتضرر أيضا، ولن يقتصر هذا الضرر على ارتفاع أسعار السلع الكندية والمكسيكية والصينية في أسواق أمريكا فقط، وإنما سيتسع الضرر ليشمل الاقتصاد الأمريكي الذى يراه خبراء اقتصاديين سيُصبِح مهددا بركود تضخمى وتراجع في معدل النمو الاقتصادي!

 
فهذا الارتفاع في الأسعار سيزيد من معدل التضخم في أمريكا، وقد يقتضى ذلك انتهاج سياسات نقدية متشددة من قبل الفيدرالي الأمريكي كما كان الحال منذ عام 2022 وحتى منتصف العام السابق، لكبح جماح التضخم والسيطرة عليه، بينما تتزايد المطالب داخل أمريكا لخفض معدل الفائدة لدفع معدل النمو الاقتصادي وحماية الاقتصاد الأمريكي من الوقوع في براثن الركود وتحقيق معدل نمو اقتصادي مرتفع.

 
إذن ليس المستهلكون وحدهم هم من سيدفعون ثمن قيام ترامب برفع التعريفة الجمركية على واردات أمريكا من كندا والمكسيك والصين، إنما الاقتصاد الأمريكي كله سيدفع نصيبه من الثمن، وهذا النصيب سيكون فادحا وكبيرا ومعطلا تنفيذ وعود ترامب الانتخابية بأحداث انطلاقة اقتصادية كبيرة.

 
هذا ما يحذر منه خبراء اقتصاديين أمريكيين وليس خبراء اقتصاديين من الدول التى استخدم ترامب سلاح التعريفة الجمركية ضدها، أى إنه يستخدم سلاحا ضد نفسه أيضا، أو سلاح سيصيبه عندما يطلقه.. 

 وربما لذلك قبل ترامب التفاوض مع المكسيك والصين حول قراره بزيادة التعريفة الجمركية على صادراتها للسوق الأمريكي، ولعل أحد من مساعديه وأعضاء إدارته نبهه إلى تداعيات قراره على الاقتصاد الأمريكي ذاته، وأيضًا على الاقتصاد العالمى كله أيضا.