لعبت الأغنية المصرية بالفعل دورًا بارزًا لى مدار تاريخها منذ ثورة 19 وطوال مراحل الكفاح المصري ضد الاحتلال، مرورًا بحركة الضباط في 1952، فحقبة عبد الناصر وحروبه ومشروعاته ثم مصر أكتوبر وما تلاه..
دائماً ما تلعب الأغنية الوطنية دورًا هائلاً في التعبئة والحشد والاصطفاف خلف راية الوطن.. ولا عجب والحال هكذا أن تلاحق إسرائيل الأغنية الفلسطينية الوطنية ومن يغنيها وتتهمهم بالتحريض..
واحدة من أشهر أغاني العبور كانت "أم البطل" لشريفة فاضل والتي كتبتها الشاعرة نبيلة قنديل ولحنها زوجها الموسيقار الكبير علي اسماعيل وفيها تقول "إتلموا إخواته وعمامه من كل بلد عربي جنبه"..
ولدت الأغاني الوطنية من رحم الأحداث الكبرى وعايشتها وكرست لها وارتبطت بوجدان الناس وعاشت في ذاكرتهم وليس أدل على ذلك من أغنية "اسلمي يا مصر" التي عاشت لسنوات نشيداً وطنياً يجسد..
إذا لم يكن الفن هادفاً وقادراً على تغيير واقع سيىء للأفضل فلا خير فيه بل لا يصح اعتباره فناً من الأساس فهو سلاح مدمر يستهدف ضرب الدولة في أعز ما تملك؛ ثروتها البشرية التي هي أهم مقومات..
الفن كغيره من أدوات الثقافة بمثابة جهاز مناعة وظيفته تحصين الوطن ضد كل ما هو دخيل أو معادٍ، وهو رسالة تنوير وصيحة تحذير ضد كل ما من شأنه الإضرار بوعي الناس أو الانحراف بهم عن..
رغم مضي عشرات السنين فإننا نجد أغاني عاطفية لأم كلثوم أو للعندليب مثلا يدندن بها شباب اليوم رغم اختلاف ذوقه وبعده عن التراث وانغماسه في التكنولوجيا..