رئيس التحرير
عصام كامل

تحدث عنه الرئيس السيسي.. السيوطي الإمام المجدد، صاحب الـ 1000 كتاب

 السيوطي الإمام المجدد،
السيوطي الإمام المجدد، صاحب الـ 1000 كتاب

أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، خلال حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، إلى أهمية الاقتداء بالإمام السيوطى لأنه نموذج يحتذى به، حيث قدم مساهمة استثنائية من خلال تأليفه 1164 كتابًا خلال حياته، وخلال السطور التالية سوف نستعرض بعضا من حياته ومؤلفاته فإلي التفاصيل.

 

الإمام السيوطي مجدد القرن التاسع الهجري

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها". 

ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني.

ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالِمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينية والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف.

وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين.

 

جلال الدين السيوطي  (849 هـ - 911 هـ)

وصفه ابن العماد الحنبلي بأنه "المسند المحقق المدقق، صاحب المؤلفات الفائقة النافعة".
وقد اعتبر نفسه، وهو كذلك بالفعل، أحد المجددين على رأس المائة التاسعة.. وقال عن نفسه إنه تبحر في 7 علوم هي: التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع، إضافة إلى أصول الفقه والجدل والتصريف، وغيرها من العلوم، وكان يقول "قد كملت عندي آلة الاجتهاد بحمد الله".

هو الإمام العلامة، صاحب التصانيف، عبد الرحمن بن كمال الدين أبي بكر بن محمد سابق الدين خضر الخضيري الأسيوطي، المشهور باسم جلال الدين السيوطي من كبار علماء الأمة. 

ولد السيوطي مساء يوم الأحد غرة شهر رجب من سنة849هـ، الموافق سبتمبر من عام 1445م، في القاهرة.

رُوِي أن والده طلب من أمه وهي حامل به أن تأتيه بكتاب من مكتبته، فأخذها الطلْق وهي تحمل الكتاب إلى زوجها، ومن هنا لُقِّب السيوطي بابن الكتب، وربما كانت هذه القصة هي التي صبغت حياته كلها، حيث عاش مع الكتب قارئا ومصنِّفا ومؤلفا.

رحل أبوه من أسيوط لدراسة العلم وهو يعتز بها، وبجذوره، وكان سليل أسرة اشتُهرت بالعلم والتدين، وكان أبوه من العلماء الصالحين ذوي المكانة العلمية الرفيعة التي جعلت بعض أبناء العلماء والوجهاء يتلقون العلم على يديه. 

اهتم به والده مبكرا، فكان يأخذه إلى مجالس العلم التي يحضرها، ومن أهمها مجلس الإمام ابن حجر العسقلاني، "أمير المؤمنين في الحديث". 

كما حرص والد السيوطي على تحفيظه القرآن، فكان أن وصل في حفظه يوم توفي والده إلى سورة التحريم، ولم يكن قد بلغ السادسة بعد، ثم أتم حفظ كتاب الله في الثامنة.

ورغم يتمه المبكر، إلا أن مكانة والده وعائلته بين أعيان العصر حفظت له مسيرته العلمية التي أشرف عليها الأوصياء الذين عهد والدُه إليهم بالعناية به ورعايته، وكان على رأسهم الإمام الكمال بن الهمام الحنفي صاحب كتاب "فتح القدير"، وكان أحد كبار فقهاء عصره، وتأثر به الفتى تأثرًا كبيرًا خاصة في ابتعاده عن السلاطين وكبار المسئولين.

سافر السيوطي كثيرا في طلب العلم والشيوخ، كما كان سبّاقا إلى كتابة ألوان من الكتب لم تُعهد قبل عصره إلا قليلا، فألَّف سيرةً ذاتيةَ، عنونها بـ"التحدث بنعمة الله".

مقام الشيخ جلال الدين الأسيوطى .. أشهر الأضرحة فى أسيوط.. فيديو - اليوم  السابع
 السيوطي الإمام المجدد، صاحب الـ 1000 كتاب

وخرج في رحلات علمية عديدة شملت بلاد الحجاز والشام واليمن والهند والمغرب الإسلامي، ثم درس الحديث بالمدرسة الشيخونية، ثم تفرغ للعبادة والتأليف عندما بلغ سن الأربعين.

بداية التأليف

عاش السيوطي في عصر كثر فيه العلماء الأعلام الذين نبغوا في مختلف علوم الدين، وعكفوا على علوم اللغة بفروعها، وأسهموا في ميدان الإبداع الأدبي، فتأثر السيوطي بهذه النخبة الممتازة من العلماء، فأخذ في طلب العلم سنة 864 هـ= 1459م، ودرس الفقه والنحو والفرائض، ولم يمض عامان حتى أجيز بتدريس اللغة العربية، وألف في تلك السنة أول كتبه وهو في سن السابعة عشرة، فألف "شرح الاستعاذة والبسملة" فأثنى عليه شيخه "علم الدين البلقيني".

تلميذ الشيخ الواحد

انفرد السيوطي بأسلوب غريب في تلقي العلم، فكان يختار شيخًا واحدًا يجلس إليه، فإذا ما توفى انتقل إلى غيره، وكان عمدة شيوخه "محيي الدين الكافيجي" الذي لازمه السيوطي أربعة عشر عامًا كاملة وأخذ منه أغلب علمه، وأطلق عليه لقب "أستاذ الوجود"، ومن شيوخه "شرف الدين المناوي" وأخذ عنه القرآن والفقه، و"تقي الدين الشبلي"، وغيرهم الكثيرون.

ولم يقتصر تلقي السيوطي على الشيوخ من العلماء الرجال، بل كان له شيوخ من النساء اللاتي بلغن الغاية فى العلم، منهن: (آسية بنت جار الله بن صالح الطبري)، و(كمالية بنت عبد الله بن محمد الأصفهاني)، و(أم هانئ بنت الحافظ تقى الدين محمد بن محمد بن فهد المكي)، و(خديجة بنت فرج الزيلعي)، وغيرهن كثير.

 

أسفاره في طلب العلم

 كان السيوطي ممن سافر في رحلات علمية ليلتقي بكبار العلماء، فسافر إلى عدد من الأقاليم في مصر كالفيوم ودمياط والمحلة وغيرها، وسافر إلى بلاد الشام واليمن والهند والمغرب وتشاد، ورحل إلى الحجاز وجاور بها سنة كاملة، وشرب من ماء زمزم، ليصل في الفقه إلى رتبة أستاذه سراج الدين البلقيني، وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر العسقلاني. 

وبعد أن اكتملت أدوات السيوطي جلس للإفتاء عام 871 هـ- 1466م، وأملى الحديث في العام التالي، وكان واسع العلم غزير المعرفة.

يقول عن نفسه: "رُزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع"، بالإضافة إلى أصول الفقه والجدل، والقراءات التي تعلمها بنفسه، والطب، لكنه ابتعد الحساب والمنطق.

وقال: "وقد كملت عندي الآن آلات الاجتهاد بحمد الله، أقول ذلك تحدثًا بنعمة الله لا فخرًا، وأي شيء في الدنيا حتى يطلب تحصيلها في الفخر؟!". 

عُيِّنَ السيوطي مدرسًا للفقه بالشيخونية، وهي المدرسة التي كان يلقي فيها أبوه دروسه من قبل، ثم جلس لإملاء الحديث والإفتاء بجامع ابن طولون، ثم تولى مشيخة الخانقاه البيبرسية التي كانت تمتلئ برجال الصوفية.

مؤلفاته

ألَّف جلال الدين السيوطي عددًا كبيرا من الكتب والرسائل إذ يذكر ابن إياس في "تاريخ مصر" أن مصنفات السيوطي بلغت ستمائة مصنف. 

وقد ألف في الكثير من المواضيع، مثل: التفسير والفقه والحديث والأصول والنحو والبلاغة والتاريخ والتصوف والأدب وغيرها.

وقسم مؤلفاته لسبعة أقسام فى كتابه "التحدث بنعمة الله"، وهي: ما تفرَّد بها ولا يستطيع أحد مماثلتها، ومنها ما يَسهل مشابهتها، وذات الحجم الصغير وتتكون من كراس إلى عشر كرّاسات، ومنها ما هو مختصر بكرّاس واحد، ومنها ما يتحدث عن الفتاوى، ومنها ما لا يعتمدها ولا يأخذ بها، والشروحات.

ويقال إن مؤلفات السيوطى زادت على الثلاثمائة كتاب ورسالة، عدَّ له المستشرق الألماني كارل بروكلمان (415) مؤلَّفًا، وأحصى له حاجى خليفة فى كتابه "كشف الظنون" حوالى (576) مؤلفًا.
ويذكر ابن إياس فى "تاريخ مصر" أن مصنفات السيوطى بلغت ست مائة مصنف. 

مقام وضريح الإمام المجدد جلال السيوطي، فيتو
 السيوطي الإمام المجدد، صاحب الـ 1000 كتاب

وقال علماء معاصرون إنه ترك عند وفاته 1164 مؤلفا فى مختلف ميادين العلوم والمعارف.

كان للإمام جلال الدين السيوطي مؤلفات شديدة الخصوصية والنوعية، من بينها "تحفة الكرام فى خبر الأهرام"، حيث يمثل رؤية مبكرة قبل 500 سنة بعناية علماء الإسلام بالآثار، والهرم والمعابد الفرعونية. 

ومن هذه المصنفات: أسباب ورود الحديث.. أسرار ترتيب القرآن.. أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب.. إرشاد المهتدين إلى نصرة المجتهدين.. إعراب القرآن، وغيرها الكثير من الكتب. 

فى سنواته الأخيرة، قرر الإمام السيوطى اعتزال الناس، وتفرَّغ للعبادة والتصنيف لمَّا بلغ من العمر الكثير، فبقى فى منزله فى القاهرة فى منطقةٍ تسمى روضة المقياس، وترك الإفتاء واعتذر عنه، وبقى معتزلا الناس حتى توفاه الله.

وفاته

توفي الإمام السيوطي، رحمه الله، في منزله بروضة المقياس على النيل في القاهرة في 19 جمادى الأولى 911 هـ = 20 أكتوبر 1505 م.

ودفن خارج باب القرافة في القاهرة، ومنطقة مدفنه تعرف الآن بمقابر سيدي جلال نسبة إليه، وقبره معروف هناك، بالقرب من خانقاه (كلمة فارسية تعني المكان الذي يتفرغ فيه المتصوفة للعبادة) الأمير قوصون فيما عُرف بقرافة (مقبرة) السيوطي في حي السيدة عائشة بالقاهرة القديمة.

 

 

 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية